
في حديث صريح عبر أثير، كشف المذيع السوري أحمد فاخوري زيف وكذب رئيس النظام السابق المخلوع بشار الأسد، مؤكدًا أنه كان يكذب بطريقة ممنهجة ويكرر ذات الأكاذيب دون تردد، مستهينًا بعقول السوريين ومعاناتهم.
وأشار فاخوري إلى أن الأسد كان يظهر بمظهر “المتفاجئ” كلما واجه وفودًا من وجهاء المناطق السورية الذين كانوا يطلبون منه فقط إطلاق سراح أبنائهم من السجون، ووقف القصف والقتل.
مسرحية الأسد المتكررة أمام الوفود
يقول فاخوري إن أحد الوفود من مدينة حماة، الذي ضم كبار شخصيات المدينة، التقى الأسد في بداية الثورة، طالبين وقف القمع وإطلاق سراح المعتقلين. إلا أن الأسد استقبلهم بمحاضرة طويلة عن الوطنية، متجاهلًا جوهر مطالبهم. وحين أشار أحد وجهاء الوفد إلى أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب الوحشي في السجون، رد الأسد مستغربًا:
“نحن عندنا تعذيب في السجون؟!”
ثم سأل أحد ضباطه، العقيد سامر، الذي أجابه بالنفي، ليكمل الأسد تمثيليته بالقول:
“فاجأتني! أول مرة أسمع أنه في تعذيب!”
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث يكشف فاخوري أن وفدًا آخر جاء في الأسبوع التالي، ضم أحد الأشخاص الذين حضروا الاجتماع الأول، فكرر الأسد نفس المسرحية بالضبط، وظهر بمظهر “المتفاجئ” حين أُعيد طرح قضية التعذيب، قائلًا:
“تعذيب؟ معقول؟ نحنا عندنا تعذيب؟ فاجأتني، أول مرة أسمع هذا الكلام!”
استخفاف بشار الأسد بعقول السوريين
هذه الأكاذيب المتكررة لم تكن مجرد زلات لسان، بل كانت نهجًا واضحًا في أسلوب حكم الأسد، قائمًا على إنكار الواقع والاستمرار في خداع الشعب. لقد كان يظن أن مجرد إنكاره للجرائم سيجعلها تختفي من الأذهان، متناسيًا أن عشرات الآلاف من المعتقلين كانوا يُعذبون يوميًا في سجون نظامه.
وبينما كان الأسد يمثل دور الرئيس المتفاجئ، كانت أجهزته الأمنية تمارس أفظع أنواع التعذيب والانتهاكات، حيث قُتل آلاف السوريين تحت التعذيب في أقبية المخابرات، وسُلمت جثثهم إلى عائلاتهم وعليها آثار الحرق والكسر والضرب الوحشي.
لقد استخف الأسد بالسوريين واعتبر أن الكذب المتكرر قد يُنسيهم الحقيقة، لكنه فشل في ذلك، لأن جرائمه موثقة، وشهادات الناجين من المعتقلات تكشف الوجه الحقيقي لحكمه القائم على القمع والتعذيب والكذب الممنهج.