المقالات

جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”.. تجسيد للإنسانية.. وتأصيل للأعمال الخيرية

“جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”؛ جمعية سعودية رائدة، تعمل على معالجة قضايا الأطفال الأيتام من فاقدي الرعاية الوالدية، بإسناد احتضانهم لأسر سعودية مؤهلة من خلال الرضاعة، ومتابعتهم ليكونوا أفراد صالحين في المجتمع، وهي كشريك استراتيجي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، حيثُ تتولى في بموجب اتفاقية مع “الوزارة”؛ مسؤولية جميع الأطفال الأيتام من فاقدي الرعاية الوالدية بالمملكة العربية السعودية من حيث استلامهم وتوفير الرعاية المؤقتة لهم، واسناد احتضانهم إلى أسر سعودية مؤهلة وفق الشروط المعتمدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تسعى “الجمعية” سعياً حثيثاً لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، في جانب تمكين المنظمات غير الربحية، بهدف تعظيم أثر خدماتها لصالح هذا المجتمع الحيوي في وطن الخير والعطاء. كما تحرص “الجمعية” وبشدة على تحقيق كفاءة الأسرة المُحتضنة للطفل اليتيم، لتضمن له الاستقرار النفسي والتربوي، وليكون جزءًا من الأسرة يرتبط بها شرعياً من خلال الرضاعة الطبيعية، ويصبح عضواً فاعلاً في مجتمعنا ويسهم في أداء أدواره وواجباته بشكل طبيعي. وبلغة الأرقام التي تؤكد جهود “جمعية الوداد الخيرية”؛ يبلغ عدد فروع الجمعية 5 فروع، وعدد المستفيدين من خدماتها؛ 1952مستفيداً، كما يبلغ عدد الأطفال المُحتضنين 976 طفلاً، وعدد الأسر المُحتضنة 976 أسرة، وعدد الأسر المُتقدمة لاحتضان أطفال يبلغ 17,322أسرة، وعدد الساعات التطوعية المُنجزة 5,994 ساعة.
تتعدّد خدمات “جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام” وتتنوّع أنشطتها، ومنها خدمة “الاستشارات”، التي تتمثّل في توفير الاستشارات الاجتماعية والنفسية والتربوية للأسرة المُحتضنة، لمساعدتها على رعاية الطفل والتعامل معه في مختلف مراحل حياته العمرية. وخدمة “المتابعة والمساندة”، من خلال المتابعة المستمرة للطفل اليتيم بعد احتضانه، للتأكد من أنه يحظى برعاية شاملة ومناسبة بما يضمن للجمعية تحقيق أهداف الاحتضان وغاياته. ومن الخدمات أيضاً، خدمة “الإيواء المؤقت”، بتوفير وتهيئة الإيواء (المؤقت) للأطفال الأيتام المُستلمين من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في وحدات سكنية مشابهة لسكن الأسر الطبيعية، تتوافر فيها جميع متطلبات الرعاية الأساسية إلى حين احتضان الأطفال الأيتام لدى أسر مؤهلة. وكذلك “الاحتضان”؛ وذلك بتشجيع احتضان الأيتام بشرط الإرضاع، بأسلوب يحقق الهدف المنشود بتربية الطفل في بيئة صالحة عن طريق حسن اختيار الأسرة الحاضنة، والتي تتوافر فيها الشروط اللازمة مع حُسن المتابعة، وذلك من خلال متابعة الطفل اليتيم خلال وجوده داخل الأسرة المحتضنة، من خلال الزيارات الميدانية والاتصالات الهاتفية للتأكد من كون الطفل يحظى بالرعاية المناسبة، إضافة إلى تقديم الدعم والمساندة للأسرة عند الحاجة، والتأكد من أن الأسرة المحتضنة تقوم بواجباتها ومسؤولياتها تجاه الطفل اليتيم المُحتضن، وللاطمئنان المستمر على حالة الطفل الاجتماعية والصحية والتربوية والنفسية، وتقديم الدعم المساعدة للأسرة المحتضنة، في أي جانب من الجوانب تحتاجه يحقق نجاح “الاحتضان”.
ولتسخر “الجمعية” جميع إمكاناتها لتحقيق هدفها الرئيس وهو “الاحتضان”، حيث أثبتت جميع الدراسات الميدانية على المستوى العالمي والمحلي، أن البيئة المثالية لنشأة أي طفل؛ لا تكون إلا في بيئة أسرية طبيعية، وأن دور رعاية الأطفال تكون أبعد ما تكون عن البيئة المثالية لنشأة الأطفال، ولذا تقوم “الجمعية” بانتقاء الأسرة المناسبة للطفل خلال فترة وجوده بدار الإيواء المؤقت، كما يتم اختيار الأسرة بعد استيفائها لعدد كبير من المتطلبات، الأمر الذي يضمن اختيار أكثر الأسر المتقدمة ملاءمة لتلبية احتياجات كل طفل من أطفال الجمعية. ومن أجل توفير حياة طبيعية للطفل اليتيم داخل الأسرة المُحتضنة، فتشترط “الجمعية” إرضاع الطفل من قِبلِ الأم عند احتضانه، فلا يضطر اليتيم سواءً كان ذكرًا أم أنثى إلى الانعزال عن بعض أفراد الأسرة بعد سن البلوغ، وذلك من خلال تقديمنا لبرنامجٍ طبيٍ لتحفيز إدرار الحليب من السيدة غير المرضع، وذلك لمساعدة الأسرة العقيمة من تحقيق رغبتها في احتضان الطفل اليتيم وارضاعه ليكون ابنًا لهم من الرضاعة، وذلك بعد حصول “الجمعية” على تأييد هيئة كبار العلماء في المملكة على أهمية ارضاع الطفل، وفتوى شرعية بأن الطفل إذا تم إرضاعه بالتحفيز من المرأة غير المرضعة 5 رضعات مشبعات؛ يكون إبنًا لها من الرضاعة ويرتبط بالأسرة شرعيًا.
ومن ضمن خدمات “جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”؛ تقديم خدمة “التأهيل والتمكين”، للأسرة المُرشحة للاحتضان، بما يضمن قيامها بواجباتها وأدوارها تجاه الطفل اليتيم، بالصورة الفاعلة التي تحقق أهداف وغايات الاحتضان. وخدمة “التوعية والتثقيف”، بنشر الوعي الكافي في المجتمع عن قضية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية، من خلال مد أيادي أبيضاء لأطفال ليس لهم ذنب يحمِّلهم المجتمع أخطاء لم يرتكبوها. ولكل خدمة من هذا الخدمات، عدة أهداف وشروط. هذا بالإضافة إلى تطبيق “برنامج إدرار الحليب”، حيث وقعت “الجمعية”، اتفاقية تعاون مشترك مع جمعية الرضاعة الطبيعية، بهدف نشر وتعزيز ثقافة الاحتضان لدى أطياف المجتمع السعودي، ورفع وعي الأسر الراغبة في الاحتضان عن أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل المُحتضن، لتحقيق شرط المحرمية للطفل اليتيم.
ومن منطلق هذه المهام والأعمال الكبيرة التي تقوم بها “جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”؛ ولما حققته من منجزات كبيرة على أرض الواقع؛ حصل المهندس حسين بن سعيد بحري رئيس مجلس إدارة جمعية الوداد لرعاية الأيتام، على جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي بمملكة البحرين في نسختها الرابعة عشر لعام 2024م، تكريمًا لجهوده المتميزة ودوره الفاعل في خدمة المجتمع والعمل التطوعي والإنساني، حيث عمل المهندس بحري متطوعاً على مدى أكثر من 30 عاماً في خدمة الأيتام، كمؤسس وعضو فاعل في عدد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بخدمة الأيتام، كما عمل على تأسيس جمعية الوداد لرعاية الأيتام قبل أكثر من 15 عاماً، بهدف تشجيع الأسر على احتضان الأطفال الأيتام مجهولي الأبوين، وساهم في تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات وضمان نجاح رحلة الاحتضان، كما أسهم في تأسيس عدد من الجمعيات الخيرية داخل وخارج المملكة في مجال العمل الاجتماعي وخدمة الأيتام. وتسلّم المهندس حسين بحري الجائزة، من سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء بمملكة البحرين الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة، في حفل أقيم بالعاصمة المنامة، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والوجهاء على مستوى الوطن العربي.
كما أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية” قد جدّدت ثقتها في “الجمعية” لتولي خدمات احتضان الأطفال الأيتام بموجب عقد الإسناد الذي طرحته الوزارة لمدة عامين، والذى يتيح للجمعية تولي إسناد حضانة الطفل اليتيم فاقد الرعاية الوالدية أو من في حكمه، وتقليص مدة بقائه في المستشفيات وإلغاء مسار الدور الايوائية واستبدالها ببرنامج الأسر الكافلة.
“جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”، في مسيرتها الظافرة في جانب الأعمال الخيرية والحافلة بالعطاء في جانب الأعمال الإنسانية؛ وبإشراف رئيسها التنفيذي، ومتابعة نواب رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس ورئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، حقّقت عدداً من الإنجازات المتميزة والفريدة من نوعها على الصعيدين المحلي والإقليمي، منها حصولها على شهادة الجودة “آيزو” الابتكار ISO 56001:2024″”، لتكون بذلك أول جمعية في المملكة تحصل على هذه الشهادة المعتمدة، مما يعكس التزامها بتعزيز الابتكار وتطوير الأداء المؤسسي، وترسيخ قدراتها التنافسية، لتفخر “الجمعية” بهذا الإنجاز، الذي يعكس التزامها بتطبيق المعايير العالمية، ولتضعها شهادة “آيزو الابتكار” في موقع الريادة وتجعل منها نموذجاً يُحتذى به على مستوى الجمعيات في المملكة، كما أن هذه الشهادات؛ تأتي في إطار مساعي الجمعية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، التي تسعى من خلالها لخدمة المجتمع، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية2030.
كما توّجت “الجمعية” بجائزة “تجربة العميل” السعودية لعام 2024م، والمقدمة من International Award””، حيث حققت الذهبية عن مسار أفضل تغيير ثقافي وتحول في تجربة العميل، والبرونزية في مسار أفضل خدمة عملاء، لتأتي هذه الجائزة تقديراً للجهود البارزة التي تبذلها “الوداد” في تحسين تجربة العملاء المستفيدين من خدماتها الإنسانية، وتعكس الجائزة التزام الجمعية بتقديم خدمات نوعية تعزز من رضا وولاء المستفيدين، بما يسهم في تحسين مستوى الحياة وتوفير بيئة داعمة في احتياجات المستفيدين ورفع الرضا العام، منافسةً بذلك أكثر من 100 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية على مستوى المملكة. وفي مجال آخر من مجالات التميز والابداع والابتكار، حققت “الجمعية” نسبة 100% في تقييم الحوكمة من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والذي يتمثّل في عدة معايير هي: معيار الامتثال والالتزام، ومعيار الشفافية والإفصاح، ومعيار السلامة المالية، لتُعبِّر “الجمعية” عن اعتزازها بما حققته في تقييم الحوكمة بالعلامة الكاملة، والذي يعكس التزام مجلس إداراتها وكافة اللجان والعاملين، بمعايير الحوكمة التي وضعها المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والذي تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى، وكثمرة لما تلقاه “الجمعية” من دعم وتمكين من الجهات الإشرافية، في ظل ما يلقاه القطاع غير الربحي من اهتمام القيادة الرشيدة – أيدها الله -، ليؤدي أدواره في خدمة المجتمع.
كما حصلت على جائزة “إحسان للجمعيات الخيرية”، كأفضل جمعية رائدة في المجال الاجتماعي، والتي بدورها تؤكد سعي “الوداد” إلى تعزيز الموثوقية والشفافية التي تعكسها جهودها عبر برامجها وخدماتها النوعيّة في رعاية الطفل اليتيم، كما تهدف لتكريم وتشجيع الجمعيات الرائدة في مجالات خيرية مختلفة، تسهم في ارتقاء القطاع غير الربحي في التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، وتفعيل دور هذا القطاع وتطويره وتمكينه من التوسع والنمو، وتنمية موارده المالية والبشرية، وبناء قدرات العاملين فيه، ورفع إسهامه في الناتج الإجمالي المحلي، وغيرها من جوائز محلية وإقليمية وعالمية، تؤكِّد ريادة هذه الجمعية وتميزها، منها حصولها على شهادة أفضل بيئة عمل باعتماد من “”Great Place to Work.
جميع هذه الجهود، تُجسّد على أرض الواقع ، قناعات “جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام” الراسخة، بأن جو الأسرة الطبيعية هو المكان الملائم للرعاية السليمة للطفل اليتيم فاقد الرعاية الوالدية من النواحي النفسية والسلوكية والأسرية والاجتماعية لتحقيق الاتزان النفسي والدمج الاجتماعي لهذه الفئة، وأضاف: إن الوداد حصلت على مشروع الإسناد باعتبارها أول جمعية في المملكة متخصصة في رعاية الأيتام دون السنتين من مجهولي الأبوين، بالإضافة على حصولها على 13 ترخيصاً رسمياً لتقديم خدماتها في جميع المناطق، وخبرتها في بناء قوائم انتظار نوعية للأسر المتقدمة للاحتضان، من خلال تصنيفات تُلبي جميع الاحتياجات، كما تتمتع بشراكات نوعية لتقييم واختيار الأسر المؤهلة للاحتضان من كافة الجوانب، من أبرزها وزارة الصحة، ومنصة علم (أبشر)، ومنصة أوتار، والشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة)، وغيرها.
هذه المنجزات التي حقّقتها “جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام”، بقيادة مجلس إدارتها ولجنتها التنفيذية؛ تُجسِّد ما يلقاه العمل الخيري، وما يحظى به القطاع غير الربحي بصفة عامة و”الجمعية” على وجه الخصوص؛ من دعم ومساندة من قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله –، وسنده وعضده وذراعه الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاه الله –، وذلك من منطلق أن الأعمال الخيرية؛ تعتبر فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة.

والله الموفق،،،

* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة، عضو مجلس إدارة جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام.

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى