يقود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء حاليًا جهودًا دبلوماسية مكثفة لجمع الأطراف المتنازعة في الحرب الروسية الأوكرانية، بما في ذلك روسيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة، في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي ينهي الحرب أو يخفف من حدتها.
وقد أسفرت هذه التحركات السعودية في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا إلى عدد من النتائج الهامة منها:
1. وساطة إنسانية ناجحة – إطلاق سراح أسرى حرب (سبتمبر 2022)
– حيث لعبت السعودية دورًا محوريًا في التفاوض على إطلاق سراح 10 أسرى حرب دوليين كانوا محتجزين لدى روسيا، بينهم أمريكيون، بريطانيون، ومغاربة.
– تم ذلك عبر مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف بوساطة سعودية، مما عزز الثقة في دور المملكة كوسيط نزيه.
2. استضافت محادثات سلام دولية في جدة (أغسطس 2023)
– حيث نظمت السعودية قمة دبلوماسية في جدة، حضرها ممثلون من 40 دولة، بمن فيهم ممثلون عن الولايات المتحدة وأوكرانيا.
– •رغم غياب روسيا عن القمة، إلا أن الإجتماع كان خطوة نحو صياغة رؤية دولية لحل النزاع.
3. تعزيز الحوار بين روسيا والغرب
– حافظ الأمير محمد بن سلمان على علاقات متوازنة مع روسيا وأوكرانيا والغرب، مما جعله وسيطًا موثوقًا بين الأطراف.
– كما أن السعودية لم تنضم للعقوبات الغربية على روسيا، لكنها في الوقت نفسه تدعم المبادرات الإنسانية لأوكرانيا، مما جعلها في موقع يسمح لها بالتواصل مع جميع الأطراف دون تحيز.
4. جهود جديدة لجمع روسيا وأمريكا وأوكرانيا على طاولة واحدة
– حيث تشير تقارير حديثة إلى أن السعودية تعمل على تهيئة الظروف لحوار مباشر بين موسكو وكييف، بحضور أمريكي، بهدف وقف التصعيد والتمهيد لاتفاق سلام.
لماذا تنجح السعودية في هذه الوساطة؟
1.علاقات جيدة مع جميع الأطراف (روسيا، أوكرانيا، والغرب).
2.موقفها المحايد الذي يسمح لها بالتحدث مع جميع الجهات.
3.نجاحات سابقة في الوساطة الدولية، مثل إطلاق الأسرى، المصالحة مع إيران، واتفاق العلا.
4.ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي، حيث يمكنها التأثير عبر الطاقة والاستثمارات.
هل يمكن أن تؤدي هذه الجهود إلى اتفاق سلام؟
– لا يزال الصراع معقدًا، لكن السعودية قد تنجح في إرساء هدنة أو تخفيف التصعيد العسكري، وهو ما قد يكون خطوة أولى نحو مفاوضات سلام شاملة.
وقد نجح الأمير محمد بن سلمان كوسيط في إنهاء الصراعات وتعزيز السلام على المستوى الإقليمي والدولي بفضل دبلوماسيته الفعالة، ورؤيته الاستراتيجية، ودوره النشط في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة. هذا ما جعله مرشحًا قويًا لجائزة نوبل للسلام، حيث ساهم في عدة مبادرات سلام بارزة منها:
1. المصالحة الخليجية (2021) – إنهاء الأزمة مع قطر
– قاد جهود إنهاء الخلاف الخليجي الذي استمر منذ 2017، وتم توقيع اتفاق العُلا الذي أعاد العلاقات بين السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.
– أعادت هذه الخطوة الاستقرار لمجلس التعاون الخليجي وعززت وحدة المنطقة.
2. تحسين العلاقات الإقليمية وإنهاء القطيعة مع إيران (2023)
– بوساطة سعودية – صينية، تم توقيع اتفاق تاريخي بين السعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة.
– هذه الخطوة ساهمت في تهدئة التوترات في اليمن، العراق، وسوريا، وفتحت المجال للتعاون الإقليمي بدلاً من الصراع.
3. دعم مفاوضات السلام في اليمن
– لعب الأمير محمد بن سلمان دورًا رئيسيًا في إقناع الأطراف اليمنية بالدخول في هدنة، مما قلل من حدة القتال وفتح المجال لمفاوضات سلام طويلة الأمد.
– دعمت السعودية مبادرات إنسانية لإغاثة اليمنيين وتسهيل الحوار بين الحكومة الشرعية والحوثيين.
4. تعزيز الاستقرار في السودان
– استضافت السعودية جولات مفاوضات بين أطراف الصراع في السودان، بهدف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ولا زالت المفاوضات تجري برعاية سعودية.
لماذا يُعتبر الأمير محمد بن سلمان مرشحًا لجائزة نوبل للسلام؟
– نهجه الدبلوماسي المتوازن في حل النزاعات بدون تصعيد عسكري.
– نجاحاته في التقريب بين الخصوم، مثل المصالحة مع إيران وقطر.
– تأثيره في القضايا الدولية، مثل الأزمة الأوكرانية ومفاوضات السودان واليمن.
– تعزيز الأمن والإستقرار الإقليمي، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد والسلام العالمي.
هذه الإنجازات جعلته شخصية مؤثرة عالميًا في تحقيق السلام، ووضعت السعودية في موقع قيادي في حل الأزمات الدولية.
مما يجعل سمو ولي العهد حفظه الله الشخصية العالمية التي تستحق عن جدارة جائزة نوبل للسلام.
• الكاتب والباحث في العلاقات الدولية