المقالات

عبد الله رشاد: أبو الأسرار

إذا أردنا أن نتكلم عن الشخصية الفاخرة بين الفن والعلاقات وفعاليات المجتمع، كيفما كانت تفاصيلها، فعلينا أن نمضي بثقة ورشاد إلى عبد الله رشاد. وُلد عبد الله رشاد في الطائف عام 1965، ويقيم في مدينة جدة. له من الأبناء أسرار وسلطان وسهر ومعن.

درس عبد الله رشاد في كلية الإدارة والعلوم السياسية، كما التحق أيضًا بكلية علوم الأرض. عمل في ميناء جدة الإسلامي وكان يشغل وظيفة سكرتير المدير العام. وبعد فترة ليست بالقصيرة، التحق بالبعثة الخاصة بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية وحصل على رتبة ضابط بحري.

تعدد التنقلات في حياة “أبي سلطان” يدل من بدايتها على ظهور فنان مختلف يبرع في كل فنون الحياة ومفاصلها، وليس فقط في الطرب، على أهميته وجماله. وفعلاً، هذا ما كان.

يقول أبو أسرار، وهو يتحدث عن مسيرته: “صدفة، ويا محلا الصدف”، كان هناك حفل في مدينة الطائف وتغيب أحد الفنانين، فقرر الأستاذ يوسف محمد، المسؤول عن الفرقة الموسيقية، أن يقدمني مكان الفنان الذي جزاه الله الخير، تغيب في تلك الليلة. كانت فرصة نقلت عبد الله إلى عالم الفن. في ذلك الوقت، كان فناناً ذا الصوت المخملي والإيقاع الرنان، ولم يكن يدور في خلده أنه لن يعتمد بعد ذلك اليوم على الصدف ولا على ذلك الفنان الذي غاب وفتح له الباب. ولم يكن عبد الله حتى يفكر، ولو كان وده، في اللقاء مع كبار الملحنين مثل العروج، محمد شفيق، وسراج عمر، وأساتذة الكتابة الفنية مثل خالد الفيصل، بدر عبد المحسن، وإبراهيم خفاجي وغيرهم. ولكن ذلك حصل، فالجودة تفرض نفسها.

سار في طريق الفن بين الدانات، المجرور، الخبيتي، والألحان الكلاسيكية فأجاد وأبدع. قدم العديد من الألبومات، ويتميز عبد الله بالتنوع فهو يطرق كل فكرة جديدة ويخدمها. ولا ينتظر التفاصيل، بمجرد أن تلمح إلى عنوان موضوع، تجده قد ألمه وعمل عليه وأخرجه إلى النور. دون تعقيد أو مواعيد، كما يقول المثل الشعبي: “حار يا فول”، ولكن بإتقان وتمكن.

أصدر أول ألبوم له بعنوان “أبتدينا”، ولكن وقت الإصدار كان غير ملائم، فلم يلقَ ما كان يتمناه أبو سهر. ولكن على مَن يا وقت، فعبد الله يحفر في الصخر. قدم بعده ألبوم “المعصب الأحمر” الذي لاقى نجاحًا كبيرًا. وهكذا استمرت النجاحات. وشارك في معظم المناسبات الوطنية. وقدم أغنية وطنية منفردة في كندا باللغة الإنجليزية.

عبد الله لم يجعل يومًا الفن والطرب مصدر رزق أو عملاً منتظمًا، بل رغم كل ما قدم، يعتبر نفسه لا يزال هاويًا في عالم الطرب. فالفن في رأيه للإبداع وإشباع ذائقة المتلقي، والملحن، والمطرب في نفس الوقت. أبو معن جعل فنه رسالة، فساهم في الكثير من المناسبات الوطنية، الإنسانية، والمجتمعية. وأينما تكون هناك مناسبة ذات هدف ومعنى، تجده حاضراً وفاعلاً. عبد الله هو مجموعة إنسان فعلاً في رجل. فعلاقاته واسعة ويجد القبول من مختلف شرائح المجتمع. وعالم الفن جزء بسيط منها.

ونتيجة لذلك، كان تتويجه كما يستحق، فسمي سفير النوايا الحسنة والسلام عدة سنوات. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية للمعلوماتية.

أبو أسرار لا يتوقف عن خدمة المجتمع أيضًا، فهو كبير مستشاري الأمين العام للكشافة العالمية. عبد الله، أينما تريده، تجده فزّيع ومحبًا لعمل الخير لمن يعرف ومن لا يعرف. سعدت بالتعامل مع أخي وصديقي الوفي عبد الله. فقد قدمنا عدة أعمال، منها “يا وطني” و”هذا زمانك يا اتحاد هذا زمانك”، لعشقنا المشترك في الاتحاد، الذي شارك عبد الله في حفلاته عدة مرات. كما كان آخر عمل مشترك بيننا هو “لحبيب الشعب الأمير محمد ولي العهد”، نشيد “نهتف نقول يا محمد عساك على القوة”.

أخيرًا، أقول لأبي أسرار وسلطان وسهر ومعن: ودنا منك الجديد، صوتك واحشنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى