تظل مشكلة المخدرات من أكبر المشاكل التي تؤّرق دول العالم قاطبة من حيث المتاجرة بها أو استعمالها، وهي آفة شديدة الضرر، وخطيرة الأثر بل تؤدي إلى الموت في حال عدم تدارك متعاطيها العلاج في الوقت المناسب. وما زالت وسائل إنتاجها متجددة ومتنوعة وخاصة في بعض الدول التي مستوى الأمن فيها منخفض كثيراً. وفي الوقت نفسه تسعى معظم الدول وبكل ما أوتيت من قوة لمحاربتها والقضاء عليها. حيث أن مضار المخدرات جسيمة سواء من الناحية الصحية، أو الناحية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الأمنية، ويظل مستعملها مرهون بها ولا ينفك عنها نفسياً، وجسدياً ويحتاج إلى زيادة استخدام جرعاتها بين حين وآخر لنتيجة واحدة وهالكة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى فقد كل ما يملك من أهل وأسرة وأصدقاء وعمل والأسوأ من ذلك كله نفسه الغالية والتي قال عنها المولى عز وجل في محكم التنزيل: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}.
وفي هذا الشأن الأمني الهام وبكل عزم وحزم لا تألوا وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات من تقديم كل الإمكانات اللازمة، وبذل كل الجهود الأمنية المطلوبة؛ لمكافحة المخدرات ومحاربة نشاطات الشبكات الإجرامية الدولية والتي تتخذ من المخدرات وسيلة من وسائل التجارة المحرمة بتهريبها إلى المملكة ودول العالم ولكن وبفضل الله تعالى، ثم بفضل رجال الأمن الأبطال يتم ضربها بيد من حديد. وقد أثمر التعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية المختصة في المملكة مع الأجهزة الأمنية المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة في إحباط المحاولات الآثمة؛ لتهريب المخدرات، ومؤخراً أسهمت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في إحباط تهريب (7,000,000) قرص من مادة الإمفيتامين المخدر مخبأة في شحنة بضائع أطفال، وطاولات كي ملابس وبالتعاون مع الجهاز المماثل العراقي في عملية نوعية واستباقية ولله الحمد.
إن من المؤكد أن المملكة العربية السعودية تُعد من الدول الأولى في العالم في المجال الأمني المتميز، ولهذا فهي تساهم بتقديم كل أوجه التعاون الأمني من خبرات، وتجارب، ومعلومات، وتدريب لدول أخرى صديقة وشقيقة، ولا تدخر جهداً وفي كل الأحوال من تقديم المساعدة في قضايا أمنية عديدة حيث أن هذه الخدمات دائمة ومستمرة وفي سبيل الحفاظ على الأمن المشترك. وفي الوقت ذاته يظل رجال الأمن في المملكة حصوناً قوية؛ لحماية حدودها كافة البرية منها والبحرية ضد كل من يحاول المساس بأمن واستقرار البلاد ومنها تهريب المخدرات. ومن المؤكد أن المواطن السعودي كان ولا يزال رجل الأمن الأول في المحافظة على الأمن والأمان والمكتسبات عبر الإبلاغ عن أي ملاحظات أمنية ذات علاقة بنشاطات تهريب أو ترويج المخدرات من خلال الاتصال في الحال على الرقم ( 911 )، أو رقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات ( 995 ) نسأل الله الأمن والأمان والاستقرار لهذا الوطن المعطاء.