آراء متعددةالثقافية

منال السدحان: “شارع الأعشى” يكشف الأنماط العاطفية الموروثة ويفتح بوابة للتشافي الجماعي

الرياض – أكدت المتحدثة في الوعي الإنساني منال السدحان، أن مسلسل “شارع الأعشى” لا يقتصر على تقديم دراما اجتماعية، بل يعد أداةً للتأمل في المشاعر الإنسانية والتحولات النفسية، مشيرةً إلى أنه يعكس الصراعات العاطفية والاجتماعية التي توارثتها الأجيال، مما يجعله فرصة لإدراك الأنماط العاطفية القديمة والعمل على تجاوزها بوعي.

وأوضحت السدحان أن المسلسل يسلط الضوء على المشاعر المكبوتة مثل الخوف، القمع، والخذلان، والتي تتوارث عبر الأجيال دون إدراك مصدرها، مشيرةً إلى أن المشاهدة الواعية لهذه المشاعر تساعد في إعادة برمجة الوعي العاطفي بحيث لا تسيطر هذه المشاعر على العلاقات الحالية.

وأضافت أن الشخصيات في المسلسل تعكس صراعات مألوفة مثل التسلط، الخوف من كلام الناس، تفضيل الابن الأصغر على الابنة الكبرى وغيرها من العادات الاجتماعية المتجذرة، مؤكدةً أن رؤية هذه الصراعات من منظور درامي قد تخلق لحظة وعي للمشاهدين، مما يمكنهم من كسر الدوائر العاطفية المتكررة بدلًا من إعادة إنتاجها بلا وعي.

وشددت على أن المسلسل يعكس كيف تحولت الأنوثة عبر الزمن إلى رمز للخضوع أو القبول، لكنه في الوقت ذاته يفتح المجال لإدراك أن الأنوثة ليست ضعفًا، بل قوة إذا تحررت من الخوف، كما يعيد تعريف مفهوم القوة لدى الرجل، بعيدًا عن السيطرة، إلى الحضور الواعي في العلاقات.

وفي ختام حديثها، أشادت السدحان بالكاتبة د. بدرية البشر وفريق العمل، مؤكدةً أن “شارع الأعشى” ليس مجرد مسلسل، بل أداة لرفع الوعي الجماعي وتحفيز المشاهدين على تحرير أنفسهم من الأنماط العاطفية القديمة، مما يسمح لهم ببناء علاقات قائمة على الاختيار الواعي بدلًا من إعادة تكرار تجارب الأجيال السابقة.

عبدالله الزهراني

حساب تويتر https://twitter.com/aa1hz

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى