آراء متعددة

الدكتور أحمد الشهري: إطلاق خريطة “العمارة السعودية” قرار تاريخي انتظرناه لعقود لإنقاذ هويتنا العمرانية

الرياض – أشاد الكاتب الصحفي الدكتور أحمد الشهري بالتوجيه الكريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، القاضي بإطلاق خريطة “العمارة السعودية”، والتي تتضمن 19 طرازًا معماريًا يعكس الخصائص الجغرافية والطبيعية والثقافية للمملكة، مؤكدًا أن هذا القرار يمثل خطوة تاريخية طال انتظارها لإنقاذ الهوية العمرانية وإرث المملكة التاريخي.

ووصف الشهري هذه الخطة بأنها إحياء للهوية العمرانية السعودية، مشيرًا إلى أن مدن المملكة تعرضت على مدار العقود الماضية لتشويه عمراني كبير نتيجة اعتماد أنماط بناء مستوردة لم تراعِ الطابع المعماري المحلي. وأضاف: “منذ انطلاق النهضة النفطية، شهدت مدننا وقرانا موجة عمرانية طمست معالم الهوية المحلية، حيث كان المقاول الوافد هو الذي يحدد نوع البناء وطرازه، متجاهلًا المواد والأساليب التقليدية التي تعكس هوية كل منطقة.”

وتابع حديثه بالإشارة إلى أن كل منطقة في المملكة تمتلك طابعًا معماريًا خاصًا بها، مرتبطًا ببيئتها الجغرافية والمناخية، موضحًا أن الطراز العمراني القائم على الحجر يختلف عن الطين أو الخشب أو المشربيات وجذوع النخل، وأن الخريطة العمرانية التي تم اعتمادها ستعيد التوازن العمراني لكل منطقة وفق موقعها وهويتها.

د. أحمد الشهري

وأكد الشهري أن هذا المشروع يتناغم مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة، والاحتفاء بالإرث العمراني، وتطوير المشهد الحضري في المدن، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تعكس رؤية القيادة الرشيدة في إعادة بناء المملكة وفق أصالتها وهويتها الحضارية، وليس فقط من خلال تشييد ناطحات السحاب الزجاجية التي تفتقد للروح والهوية.

وفي هذا السياق، عبّر الشهري عن سعادته بمبادرة إنقاذ 200 مبنى تراثي في الرياض من الهدم، معتبرًا ذلك خطوة مهمة في الحفاظ على الشواهد العمرانية التي توثق تاريخ المملكة، كما أشاد بمشروع ولي العهد لترميم المساجد التاريخية القديمة، معتبرًا أن هذه المشاريع تعكس حرص القيادة على إعادة الاعتبار للتراث السعودي الأصيل.

واختتم الشهري حديثه بتوجيه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قائلًا:
“سمو ولي العهد، لا أقول إنك أتعبت من بعدك ومن قبلك، بل أقول إنك أسعدت من قبلك ومن بعدك. لقد حققت حلم المؤسس، طيّب الله ثراه، حين قال: ‘نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل فوق ما فعلوا’، وها أنت اليوم تحقق هذه الرؤية العظيمة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى