المقالات

مركاز البلد الأمين إنجاز

في البدء استأذنك عزيزي القارئ بالعودة لماضٍ قريب، يوم كان في كل من أحياء مكة المكرمة مركاز للعمدة، يجتمع فيه فئات من رجالات الحي، في نقاشات هادفة لخدمة الحي و أهله، إذ كان أشبه بجمعية إصلاح ذات البين، للتوفيق بين الأسر المتخاصمة، و بدعم من ميسوري الحال للأسر المتعففة مادياً، أو لترميم ما هدمته ظروف الطقس و الأمطار لبعض بيوت الحي، و يحضر مركاز الحي العديد من الشعار و الرواة، بحوارات ثقافية يتناقلون فيها أخبار البلد و مستجدات الحياة مع بساطتها في ذلك الزمن، و من وجهة نظري إن مركاز البلد الأمين نسخة متناسقة مع العصر لمراكز الأحياء قديماً، باعتباره منصة يلتقي تحت قبتها كوكبة من أصحاب السمو و المعالي و القيادات المدنية و العسكرية، في حوارات إقتصادية و ثقافية، تعزز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة، لتبادل الخبرات الهادفة إلى طرح مزيد من المبادرات، لتحسين جودة الحياة وتطوير الخدمات لمكة البلد الحرام، و لدعم رواد الأعمال و الإرتقاء بالشركات الناشئة، للمساهمة في البناء مع الشركات الكبيرة، بما يعني دمج الخبرات الوطنية لمستقبل وآعد بعونه تعالى، و يعتبر مركاز البلد الأمين بنسخته الثانية لهذا العام 2025 تحت شعار”إرث يتجدد”، الذي في مضمونه بعداً نفاخر به في الوطن الكبير المملكة العربية السعودية، التي تحرص دائماً للحفاظ على الموروث و عبق التأريخ، مع التجديد بما يواكب العصر و يرتقي إلى رؤية المملكة 2030 و عرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بعنايته، و من الجميل أن يحقق المركاز توقيع العديد من الإتفاقيات الأستراتيجية و الشراكات الإستثمارية، بصفقات تفوق مئات الملايين من الريالات، و لما شاهدته من كثافة زوار المركز و حرصهم على الحضور المبكر، ما يؤكد تحقيق ما يصبوا إليه القائمون على مركز البلد الأمين، بتجاوز الخمسة عشر ألف زائر و قد يزيد، رغم قصر فترة الفعاليات المحددة بخمسة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك، مع حرصه على إستضافة العديد من الأكاديميين و الإعلاميين و استقطاب العديد من الشركات الراعية و المشاركة في ندواته، التي يحضرها كوكبة من قيادات الوطن، و قد نال إعجاب الحضور تنوع الندوات الحوارية، بمداخلات تثري ثقافة المجتمع، لإطلاعه على منجزات الوطن و خطط البناء الحاضرة و المستقبلية، عبر الجهات المشاركة بشفافية عالية، تسهم في تعزيز مكانة الوطن عامة و مكة البلد الحرام خاصة، في حراك هادف جمع بين تميز و قداسة المكان و الزمان، في رسالة مضمونها الإبداع بكوادر وطنية شابة من الذكور و الإناث، المشاركين بجهود ملموسة في جميع مراحل المركاز، ليكون حقاً “أيقونة هندسية” و محبرة لإنجازات الوطن، و قد حاز على إعجاب الجميع، و إن جاز لي القول بأنه “أكاديمية” لتأهيل كوادر الشباب العاملين فيه لتجويد العمل بلا هفوات، بدءً من هندسة المنشأة و بشاشة الإستقبال و التنظيم و كرم الضيافة، بما يزيدنا تفاخراً بشبابنا بفئتيهم، و أهليتهم للعمل بنكهة وطنية تفوق الوصف، و قد نال إعجابي حرصهم على إرتداء الزي السعودي، بما يعزز تراثنا الأصيل المتجدد بروح الشباب، تحت إدارة حازمة بخبراتها التراكمية، التي تحرص على تجويد الخدمات، بإشراف مباشر من معالي أمين العاصمة المقدسة، القادم بعزيمة ترتقي إلى تطلعات قيادتنا السعودية حفظها الله تعالى و سدد على دروب الخير خطاهم..

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى