تمثل المسلسلات الرمضانية جزءًا أساسيًا من المشهد الفني العربي، حيث يتسابق صناع الدراما لتقديم أعمال متنوعة تجذب المشاهدين خلال هذا الشهر الفضيل. ومع ذلك، تتفاوت هذه الأعمال بين الواقعية العميقة التي تعكس قضايا المجتمع بطرح جاد، وبين الأعمال السطحية التي تعتمد على الترفيه دون تقديم مضمون حقيقي.
في الجانب الإيجابي، نجد بعض المسلسلات التي تناقش قضايا مجتمعية مهمة تلامس الواقع الذي عاشه الناس في الماضي أو يعيشونه في حاضرهم، ما يمنح المشاهد فرصة للتفكير والتفاعل مع المشكلات الواقعية والاحداث في هذه الأعمال التي تتميز بكتابة متقنة وأداء تمثيلي قوي، ما يجعلها ذات قيمة فنية وثقافية.
أما في الجانب الآخر، فهناك أعمال تعتمد على التكرار والمبالغات ، حيث تركز على الصراعات العائلية المفتعلة، والقصص المستهلكة التي تفتقر إلى العمق والواقعية. كما أن بعضها يعتمد بشكل أساسي على الإثارة السطحية، سواء من خلال المشاهد المبالغ فيها أو الاعتماد على الكوميديا الخفيفة أو الدراما الفارغة دون مضمون حقيقي.
في النهاية، يبقى الأمل في حكم المشاهد الذي أصبح أكثر وعيًا وانتقائية، حيث يبحث عن الأعمال التي تحمل رسالة ذات مغزى وتبتعد عن التكرار والاستهلاك التجاري. ومع زيادة التنافس، لدينا الأمل في أن تركز الدراما بشكل عام على تقديم محتوى يجمع بين الترفيه والفكر، بدلاً من الاستسهال والسعي وراء طرح أعمال للمشاهدة فقط.