الحرمين الشريفين

في خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الثبيتي يدعو التائبين لاغتنام العشر الأواخر ويصفها بليالي الصفح والرحمة

المدينة المنورة – 21 رمضان 1446هـ

وجّه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبد الباري بن محمد الثبيتي نداءً مؤثرًا في خطبته اليوم، دعا فيه المذنبين والمقصرين إلى التوبة والانطلاقة الصادقة في العشر الأواخر من رمضان، وقال: “يا من أثقلته الذنوب وأرهقته الخطايا: هذا زمان الصفح، هذا ميدان التنافس، فانهض وتُب واغتنم الفرصة قبل أن تُغلَق الأبواب، فالدعاء بابٌ مفتوح، وعطاءٌ بلا حدود، والذكر أُنْس للروح وراحةٌ للفؤاد.”

وبيّن الشيخ الثبيتي أن هذه الليالي هي أعظم ما في رمضان، عشرٌ من نور، تنزل فيها الرحمات وتفتح فيها أبواب العتق والمغفرة، مؤكدًا أن “كل لحظة فيها كنز، وكل سجدة فيها رفعة، وكل ساعة مغمورة بالبركة.”

وأوضح أن هذه الليالي هي مواسم القرب، حيث تفيض دموع الخشوع في ظلمة الليل، وتتجلى لحظات الانكسار بين يدي الغفار، مشددًا على أن من أضاعها فقد أضاع أعظم فرصة في حياته، ومن غفل عنها فقد خسر خيرًا لا يعوّض.

وأشار إلى الأثر العميق لهذه الليالي في القلوب، فهي التي ردّت البعيد، وأيقظت الغافل، وغسلت المذنب بدموع توبته، داعيًا المسلمين إلى جعلها نقطة تحوّل في مسارهم الإيماني، قائلاً: “هنيئًا لمن جعلها بداية جديدة، ويا حسرة من تركها تمر دون أن يتغير.”

وسلّط الثبيتي الضوء على حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر، إذ كان يعتكف ويجتهد في العبادة، لا يعرف للراحة طريقًا، ويوقظ أهله ويحثهم على اغتنام هذه الساعات الغالية.

كما تطرق إلى فضل ليلة القدر، مؤكدًا أنها “سلامٌ من الله، وسكينة تغشى القلوب، وأمان من العقوبة، ورحمة لا شقاء بعدها”، وفيها تُرفع الأعمال، وتُقدّر الأرزاق والآجال، وتُكتب مصائر العباد للعام القادم، مشيرًا إلى أن القبول مرهون بإخلاص النية والتضرّع الخاشع إلى الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى