
مكة المكرمة – 21 رمضان 1446هـ
أكّد فضيلة الشيخ أ.د. فيصل بن جميل غزاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من المسجد الحرام، على عظيم فضل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، مشددًا على أن شرفها يتجلى في كونها تضم ليلة القدر، التي العبادة فيها خير من ألف شهر، وقال: “لو لم يكن لهذه العشر المنيفة من الفضل والمكانة إلا أن فيها ليلة القدر الشريفة لكفى، وهي في أوتار العشر أرجى.”
ودعا الشيخ غزاوي المسلمين إلى اغتنام هذه الليالي المباركة في الطاعة والإخلاص، رجاءً في نيل المغفرة، وتكفير السيئات، والفوز برضوان الله والعتق من النار، متسائلًا: “هل يفرّط بعد ذلك عاقلٌ في هذا الفضل؟ وهل يزهدٌ رشيدٌ في هذا الخير؟”
وأوضح أن السابقين في الخيرات كانوا يعدّون الأيام ترقبًا لهذه الليالي، شوقًا إلى مرضاة الله، فإذا بلغوها ظفروا بما تمنّوا وشكروا ربهم على ما أنعم به عليهم. وأضاف: “رمضان شهر النفحات والرحمات، وأغلى ما فيه العشر الأواخر بما فيها من الفضل والبركات، وعلى رأسها ليلة القدر، التي يسعى المؤمنون لإدراكها واغتنام شرفها العظيم.”
ونبّه فضيلته إلى أن هذه الأيام المباركة تمثّل موسم زرعٍ عظيم، لا يليق بالعاقل أن يتوانى فيه، مستشهدًا بقول بعض أهل العلم: “كلما بذرت حبّة أخرجت له كُرًّا، فهل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البَذْر ويتوانى؟!”
وحث الشيخ غزاوي المسلمين على التقرّب إلى الله بكل ما يستطيعون من أعمال الخير، والإعانة على الطاعات، وحماية أنفسهم وأهليهم من الغفلة واللهو، مشددًا على أهمية التوازن في أداء العبادات، دون إهمال السنن والنوافل.
واختتم فضيلته الخطبة محذرًا من التهاون بالصلاة، مبينًا أن من أسوأ العواقب أن يصوم الإنسان ولا يصلي، مجاهرًا بترك أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، سائلاً الله أن يهدي من ضلّ ويثبّت من اهتدى.