
أشاد القاص محمد جبران بمسلسل “الزافر”، مشيدًا بفكرته كمنتج درامي ملفت و”خارج عن تصوراتنا وفهمنا المعتاد”، كون المسلسل يمثل رحلة فنية مشوّقة إلى عالم فانتازي جنوبي يمزج بين الخيال والتاريخ، ويقدم حكاية آسرة مليئة بالتشويق والإثارة.
وأضاف جبران في تعليقه على العمل:
“الدراما ليست بالضرورة أن تحاكي الواقع بكل تفاصيله، فوجود الخيال المُبدع وتناول الواقع من رؤية غير مألوفة هو ما يميز الأعمال الفنية والسردية العالمية الناجحة. المؤسف أن واقعنا فقير دراميًا أو لم يصلنا بعد بصورة عميقة، ولم نستطع أن ننتج حكايات ترقى إلى مستوى السرديات العظيمة التي تعبّر عن جدلية الإنسان ووجوده الثقافي.”
وأكد أن “الزافر” قدم نموذجًا مختلفًا عن النمط التقليدي للأعمال الدرامية المحلية، من خلال توظيف الفانتازيا والرمزية، معبّرًا عن إعجابه بجرأة العمل في التجريب وكسر القوالب المعتادة.
وأضاف جبران في تعليقه:
“حتى لو كان هناك اختلاف حول لهجته الغريبة عما اعتدناه، وظهور بعض العادات الجديدة، إلا أن علينا أن ندرك صعوبة حصر لهجة المنطقة في قالب واحد، فهناك اختلافات واضحة بين القرى في نطق الكلمات، ورغم وجود بعض المشتركات لكنها قد لا تتوافق دائمًا مع أهداف العمل الدرامي الباحث عن لهجة مفهومة على مستوى المملكة وربما العالم العربي.”
وأكد أن مجرد حضور المنطقة مكانًا وإنسانًا وفكرة في عمل درامي يُعد خدمة كبيرة وإبرازًا مهمًا طال غيابه، مشيرًا إلى أن التحسن التدريجي للمشهد سيأتي مع تراكم التجارب، خاصة حين يحضر كاتب يعرف دروب المنطقة بدقة، وممثلون محترفون يجيدون استخدام اللهجة بسلاسة وعفوية دون افتعال، إضافة إلى ممثلات بملامح طبيعية قادرة على نقل الحالات النفسية والعاطفية بصدق.
واختتم جبران حديثه بالتأكيد على أهمية دعم مثل هذه الأعمال، لأنها تفتح الباب أمام دراما محلية أعمق وأكثر تمثيلًا للتنوع الثقافي في المملكة
ويعد مسلسل الزافر أحد الأعمال التي أثارت تفاعلاً لافتًا خلال الموسم الرمضاني، بسبب أسلوبه غير التقليدي ورؤيته الجديدة في السرد البصري والدرامي المستلهمة من البيئة الجنوبية.