المقالات

نادي اليخوت بين الرفاهية والتسول

لطالما سمعت عن نادي اليخوت في جدة، حتى سنحت لي الفرصة لزيارته الأسبوع الماضي، وأدركت أن تأخري في ذلك كان تقصيرًا مني. لقد أسعدني هذا النادي الراقي، الذي يمثل متنفسًا جميلًا لسكان جدة وزوارها، بجمال تخطيطه المدروس ومرافقه العديدة المميزة، من يخوت معروضة للخدمة إلى المطاعم والمقاهي الراقية، وغير ذلك مما يجعل الزائر يستمتع بتجربته مرة تلو الأخرى ويدعو أصدقاءه للاستمتاع بخدمات هذا المرفق المتميزة وتنظيماته المتقنة، التي جُعِلت كلها لراحة الزوار والسياح وخدمتهم.

شعرت بفخر واعتزاز بهذا المستوى الحضاري والسياحي الراقي، وفرحت بأن وطننا أصبح يحتضن مثل هذه المشاريع المتميزة. لكن، وعلى الرغم من روعة المكان، شاب هذه الفرحة ما يعكر صفو الزوار، وهو وجود عدد من النساء القادمات من بعض الدول المجاورة للمملكة، ممن يمتهن التسول وطلب الصدقات والمساعدات.

لا أعارض مساعدة المحتاجين، فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه، وقد تعاطفت مع بعضهن، لكن الأمر تجاوز الحدود وأصبح يفوق طاقة الزوار، خاصة مع امتداد الأمر إلى منسوبي شركات الأمن بالنادي، الذين باتوا أيضًا يشاركون في نقل احتياجاتهم وطلب المساعدة كغيرهم من المتسولين. وربما يكون لهؤلاء وأولئك عذرهم، خاصة أنهم يعلمون أن أغلب زوار النادي من الطبقة الميسورة المتعاطفة معهم، حتى تفاقم الأمر وازداد عددهم بشكل ملحوظ.

لا أريد أن يُساء فهمي؛ فأنا لا أحتقرهم، ولا أقول إنهم (رجالًا ونساءً) راضون بمدّ أيديهم، فأنا أفهم أن الحاجة هي ما دفعتهم إلى ذلك، والمحتاج لا يُلام. لكنني أرجو أن تتم دراسة هذا الأمر وإيجاد حلول مناسبة، فمثل هذا المكان ليس مناسبًا لمظاهر التسول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى