من تابع مباراة المنتخب السعودي أمام الصين، سيدرك أن شيئًا ما قد تغيّر. لم يكن الأمر مجرد فوز أو ثلاث نقاط، بل كان الأمر أعمق من ذلك. كانت الروح مختلفة، الحضور الذهني مختلف، وحتى لغة الجسد على أرض الملعب كانت تنطق بشيء لم نعتده في المباريات السابقة.
هيرفي رينارد قرر أخيرًا كسر النمط وتغيير 13 لاعبًا دفعة واحدة. خطوة لم تكن سهلة، وربما كانت محفوفة بالمخاطر، لكنها في ظاهرها جاءت كالعلاج بالصدمة. والأثر ظهر سريعًا.
رأينا منتخبًا يقاتل، يضغط، يهاجم، ويُشعر المتابع أن الفوز ممكن في أي لحظة. حتى بعد الطرد، ظل الفريق محافظًا على حضوره، وهذا أمر لم نشهده بهذا الوضوح منذ فترة. أسماء جديدة ظهرت وقدّمت أداءً واعدًا: بوشال في أول مشاركة له كان نجمًا لافتًا، وأيمن يحيى أعاد التوازن في الهجوم، و سالم ايضا ظهر بعد غياب عن التالق مع المنتخب .
وحتى دكة البدلاء امتلأت بوجوه جديدة من القادسية والخليج والأهلي، كلها جاءت لتعطي رسالة واحدة للاساسين: هناك بالدكة اسماء جديدة ستحرق نفسها لتاخذ فرصة اذا اخفق من في الملعب .
المنتخب كان بحاجة لهذا الانتعاش. لم يكن ينقصنا الجودة فقط، بل الحماس، الرغبة، الجوع. التشكيلة السابقة، رغم أسمائها الكبيرة، كانت تفتقد للشرارة. اليوم، يبدو أن تلك الشرارة عادت.
اليابان تنتظرنا في المباراة المقبلة. فريق متأهل قد لا يلعب بنفس الحدّة، ولكن سيبقى خصمًا قويًا ومنظمًا. وهنا سيكون الاختبار الحقيقي: هل كان الأداء أمام الصين مجرد ردة فعل؟ أم أننا أمام تحول حقيقي في شخصية المنتخب؟
التأهل المباشر ما زال ممكنًا، والملحق ليس نهاية الطريق. المهم أن نحافظ على الزخم، ونواصل إعطاء الفرصة للأسماء الشابة. لأن المنتخب لا يُبنى فقط على الأسماء، بل على الرغبة، والروح، والتجديد المستمر.
قد لا يكون رينارد موفقا عندما عاد، لكنه هذه المرة، يبدو أنه وضع أصبعه على الجرح. وبدأ في علاجه