المقالات

ذكريات رمضانية (٤-٤)

هذه هي الحلقة الرابعة والأخيرة من ذكرياتي الرمضانية، والتي بدأت عندما هاتفني الأستاذ عبدالله الزهراني، أبا أحمد، رئيس تحرير هذه الصحيفة، ودعاني لكتابة هذه الذكريات. كنت أتصور أنها حلقة واحدة والسلام، إلا أنه وضع عليها رقم (1)، أي الحلقة الأولى. وعندما سألته عن معنى الرقم، قال إنها الحلقة الأولى من ذكرياتكم، وأنتم مطالبون بتقديم كل حلقات هذه الزاوية في هذا الشهر الفضيل.

تميل هذه الذكريات إلى الأسلوب الترفيهي، وتحتوي على بعض الذكريات التي لا تمت للجدية بصلة، ولا علاقة لها بالأحداث السياسية أو العسكرية أو الثقافية أو الاقتصادية أو غيرها من القضايا الجادة. ولعلني اليوم أتحدث عن الإجازات في شهر رمضان، وتغير مواعيد الدراسة والعمل في هذا الشهر الفضيل، سواء في المملكة أو في غيرها من دول العالم.

الملاحظ أنه قبل نحو نصف قرن، لم تكن هناك تغييرات كبيرة في الجداول ومواعيد حضور وانصراف الموظفين والطلاب في الكثير من البلدان خلال رمضان. فقد كان الناس يتناولون وجبة الإفطار في موعد يكاد يكون في أول المساء، كما هو الحال مع وجبة الإفطار في غير رمضان، ولكن مع تقديمها نسبياً. أما وجبة العشاء الرمضاني، فكانت بين العاشرة مساءً ومنتصف الليل، كوجبة الغداء في غير رمضان، مع التبكير بموعدها في رمضان. وكان الناس ينامون بعد صلاة التراويح حتى قبل صلاة الفجر بنحو ساعة، حيث يتناولون سحوراً خفيفاً يشبه وجبة العشاء في غير رمضان.

الطريف أن المسلمين في الدول غير الإسلامية، وهم يقاربون المليار مسلم في الهند وأمريكا وأوروبا وغيرها من البلدان الآسيوية والأفريقية غير المسلمة، لا تتغير جداول عملهم ولا جداول دراسة أبنائهم، رغم أن فترة النهار أو الصيام قد تمتد في بعض البلدان لنحو 20 ساعة. ولا زلت أتذكر أنه قبل نحو 60 عاماً، كانت جداول العمل والدراسة نادراً ما تتغير في الكثير من الدول العربية، بما فيها المملكة. ولا أعلم إن كان من الضروري أن نغير جداول ومواقيت الدراسة والعمل في كل رمضان، سواء جاء في أشهر الشتاء التي تمتاز بليلها الطويل ونهارها القصير، أو جاء متزامناً مع أشهر الصيف التي يقصر فيها الليل وتطول ساعات النهار.

أكرر شكري لهذه الصحيفة الإلكترونية لإتاحة الفرصة لي، ولرئيس تحريرها، وأكرر التحية لقرائي الأعزاء، وأقول للجميع مع نهاية هذه الحلقات: كل عام وأنتم بخير.

د. محمد الأحمد

أستاذ الصحافة والإعلام - جامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى