المقالات

إزعاج الأطفال في المساجد!

ارتباط المسلم بالصلاة ارتباط وثيق وعميق وبالتالي ارتباطه في المساجد لأداء صلاة الفريضة جماعة، وقد أولت الشريعة الإسلامية الغراء فريضة الصلاة مكانة كبيرة فهي من أول العبادات الواجبة على المسلم، كما أنها أول عبادة يُحاسب عليها العبد في الآخرة وعن شأنها العظيم قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(أوَّلُ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، فإن صلُحَت صلُحَ سائرُ عملِهِ، وإن فسَدت فسدَ سائرُ عملِهِ). أو كما قال عليه السلام. ولذلك تظل هذه الفريضة العظيمة ذات اهتمام خاص للمسلم فهي الصلة اليومية المستمرة مع خالقه من خلال الصلوات الخمس المكتوبة، فحين يؤديها يكون في كامل خشوعه وخضوعه للمولي عز وجل من خلال إحضار القلب بين يدي الله، ومع استحضار عظمته سبحانه، وإظهار الذل والانكسار فهي في الجملة من الأسباب المعينة على أداء الصلاة على أكمل وجه بمشيئة الله تعالى نسأل الله القبول والإخلاص.

وللأسف ما يخدش هذا الخشوع والخضوع بين يدي الله هو تصرفات بعض المصلين غير المبررة وتحديداً فيمن يصطحب أطفاله إلى المسجد في من هم دون سن السابعة بحجة تعويدهم على أداء الصلاة وهذا شيء طيب في حد ذاته متى ما كان الابن ملاصقاً لأبيه تماماً في الصف، ولكن الذي يحصل من مواقف مزعجة حين البدء في أداء الصلاة حيث يكون الآباء في الصفوف الأولى وأطفالهم في الصفوف الأخيرة وهنا يبدأ العبث في المسجد من إظهار أصوات مرتفعة تشوش على الإمام والمصلين معاً، أو الركض بين جنبات المسجد من جهة لأخرى بحركات مثيرة تكاد تُشغل كل من في المسجد عن القيام بأداء الفريضة بكل سكينة، وأخفهم ضرراً من يُعطي جواله لطفله؛ ليتسلى به إلى حين الانتهاء من الصلاة..! ولا نعلم ما حجم الشعور الذي ينتاب آباءهم حينها بهذه التصرفات العبثية؟ بل لا نعلم لماذا يتم اصطحابهم إلى المسجد من الأساس فهل هو بسبب الدلال المفرط؟ أم اعتقاد الآباء أن من الممكن أن يجد طفله في المسجد الترفيه الآمن!؟ ومن بعض المواقف غير اللائقة كان تبول أحد الأطفال على السجاد في منظر مؤسف بكل ما تعنيه الكلمة.

إن من المأمول من مقام وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد النظر في هذه المشكلة المؤرقة للمصلين ولإمام المسجد خاصةً والذي يكفي ما يعانيه من مشاكل أخرى من بعض المصلين غير هذه المشكلة وعلى سبيل المثال لا الحصر في حال طلب فتح أو إغلاق المكيفات باستمرار، أو طلب خفض الإضاءة أو زيادتها، أو في إطالة الصلاة أو تقصيرها، وغيرها من السلبيات الملاحظة، وللأسف مشكلة إزعاج الأطفال تظل طيلة أيام السنة وتزداد في شهر رمضان المبارك وقائمة حتّى اللحظة. فيجب إيجاد الحلول الممكنة عبر إصدار التعاميم الحازمة بهذا الشأن واطلاع المصلين كافة على حيثياتها، والتعاون المباشر مع الجهات المعنية؛ لفرض النظام اللازم، وبث المزيد من الهدوء والطمأنينة والسكينة في قلوب المصلين من خلال التمسك بآداب المسجد، والبعد عن العبث والفوضى وكل ما يعكر صفو المصلين في صلواتهم المفروضة إلى أن تنتهى هذه المعضلة وقبل أن تتحول إلى ظاهرة لا يمكن تدراكها، والله ولي التوفيق والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى