حوارات خاصة

نجود الزهراني: التطوع وقت كورونا منحني معنى الأمل.. ودعم أسرتي كان سندي الأكبر

قلوة – يُعدّ العمل التطوعي من الركائز التي يقوم عليها المجتمع السعودي، فهو يعكس روح التعاون والتضامن بين أفراده، لبناء مجتمع قوي ومتماسك يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، والوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، ويعكس أهمية تعزيز العمل التطوعي ليصبح جزءًا أساسيًا من التنمية الوطنية.
صحيفة “مكة” الالكترونية التقت بمشرفة وحدة التطوع والتوعية الصحية بجمعية يشفين متسقة فريق أثر للتطوع الصحي بمحافظة قلوة الأستاذة نجود الزهراني والتي تعدّ من أبرز الناشطات في العمل التطوعي الصحي، وذلك للحديث عن العمل التطوعي واهميته للفرد والمجتمع .

س- من هي نجود الزهراني؟

نجود الزهراني، أخصائية تمريض وطالبة في البورد السعودي تخصص تمريض طوارئ. متطوعة شغوفة وأحد سفراء التطوع الصحي، تعمل على تحقيق أثر إيجابي في المجتمع من خلال الحفاظ على الصحة السكانية ورفع الوعي الصحي.-

س – ماذا يعني لك التطوع ؟

– التطوع بالنسبة لي هو عطاء بلا مقابل، ولكنه يعود عليّ بمردود كبير في تطوير شخصيتي. كنت شخصًية خجولة في البداية، لكن التطوع منحني الفرصة لتجاوز هذه الصفة. من خلاله، تعلمت كيفية مواجهة الجمهور والتواصل مع عددًا كبير من الأشخاص

س- متى كان دخولك في المجال التطوعي؟ وكيف؟

بدأ دخولي في المجال التطوعي في عام 2018 مع الهلال الأحمر السعودي خلال فترة دراستي الجامعية. كوني ممرضة، كنت أشارك في توعية الناس حول الطرق الصحيحة للإسعافات الأولية في الأماكن العامة مثل الحدائق، المهرجانات، والجامعة.

س- أين كانت انطلاقتك في العمل التطوعي؟

لا أتذكر بداية محددة لأنطلاقتي في العمل التطوعي،

س – كيف كان شعورك وأنتِي تشاركين لأول مرة في التطوع؟

كان شعوري مختلطًا بين الحماس والخوف. كنت متحمسة للمشاركة وتقديم المساعدة ونشر الوعي، ولكن في نفس الوقت كان لدي رهبة من مواجهة الجمهور والتحدث وتطبيق المهارات بشكل عملي أمامهم . ومع مرور الوقت، تعلمت الكثير من التجارب التي ساعدتني على التغلب على هذه المخاوف.

س- ماهي الجهات التي تنتمين لها في مجال العمل التطوعي؟

 الهلال الاحمر السعودي ، جمعية أكناف الخيرية لرعاية الأيتام بالباحة، جمعية شارك للأبحاث والدراسات، فريق أثر للتطوع الصحي، منظومة رفيدة، وجمعية يشفين الصحية، وايضا من خلال منصة التطوع الصحي.

س- ما هو العمل التطوعي الأقرب إلى نفسك؟

 العمل التطوعي الأقرب إلى نفسي هو التوعية والتثقيف، خاصة فيما يتعلق بكبار السن والأطفال. أحب أن أكون جزءًا من المبادرات التي تهتم بتقديم الدعم والرعاية لهذه الفئات وتوفير المعلومات التي تساهم في تحسين حياتهم.

س- هل عملك في المجال الصحي له دور في فتح آفاق التطوع أمامك؟

بالتأكيد، خصوصًا أنني ممرضة. عملي في المجال الصحي منحني الفرصة لفهم احتياجات المجتمع الصحية بشكل أعمق، وساهم في فتح آفاق أوسع للتطوع في هذا المجال، حيث أستطيع استخدام مهاراتي الطبية لتقديم الدعم والرعاية في مختلف الفعاليات والمبادرات.

س- من خلال مشاركاتك التطوعية المستمرة في محافظة قلوة.. كيف ترين إقبال الشباب والفتيات على التطوع؟

جيد، وأتمنى أن يتوسع هذا الإقبال ليشمل المزيد من الفئات العمرية. ولكن أعتقد أنه يجب التركيز أكثر على استقطاب طاقات الشباب والشابات في فترة الثانوية، حيث يمكن أن تكون هذه الفترة نقطة انطلاق لتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في العمل التطوعي وتنمية مهاراتهم منذ سنّ مبكرة.


س- كم ساعة تطوعية لديك الآن؟

لدي ما يقارب ( 1050 } ساعة تطوعية خلاف بعض المشاركات التي تكون مشاركات تعاونية لمساعدة اخواني المتطوعين دون تسجيل ساعاتها

س- من خلال مسيرتك التطوعية، ما هو الموقف الذي لازال عالقًا في ذاكرتك؟

من أبرز المواقف التي لازالت عالقة في ذاكرتي هو تطوعي خلال فترة كورونا، عندما كان المرضى في العزل الصحي و أهلهم ما يستطيعون الدخول إليهم. كانوا يواجهون لحظات من القلق والخوف. كان مجرد الحديث معهم وطمأنتهم يمنحهم شعورًا بالأمل والراحة. في تلك اللحظات شعرت بأن التطوع ليس فقط لتقديم المساعدة المادية، بل أيضًا لإعطاء الناس الأمل في أصعب الأوقات.

س- ما هو دور أسرتك تجاهك في مسيرتك التطوعية؟

أسرتي دائمًا داعمة لي في مسيرتي التطوعية، يشجعونني على الاستمرار ويقدمون لي الدعم العاطفي والمعنوي. و فخورون بي جدًا و بما أقدمه للمجتمع، وهذه الثقة منهم كانت دافعًا كبيرًا لي للاستمرار.

س- ما هو طموح نجود الزهراني في مجالها التطوعي؟

طموحي هو تحقيق أثر إيجابي في المجتمع من خلال التوعية وتعليم المهارات الصحية، وتعزيز مشاركة الشباب والشابات في العمل التطوعي. كما أطمح لتوسيع مشاركتي في المبادرات التي تركز على الفئات المحتاجة، واستخدام مهاراتي الطبية لدعم المجتمع في الأزمات.

س- ماذا أعطاك التطوع؟ وماذا أخذ منك؟

التطوع أعطاني شعورًا عميقًا بالرضا عن النفس، وساعدني في بناء صداقات رائعة. كما منحني الفرصة لتطوير مهاراتي الشخصية والمهنية. أما ما أخذه مني، فهو وقت وجهد، لكن لا يقارن بما أكتسبه من سعادة وإحساس بالعطاء والتغيير الإيجابي في حياة الآخرين.

س- ماذا تقولين لأبناء وبنات الوطن الذين لم يلتحقوا بأعمال تطوعية؟

 أقول لهم إن العمل التطوعي لا يقتصر على تقديم المال أو الوقت فقط، بل هو فرصة لتنمية الذات والمساهمة في تغيير المجتمع نحو الأفضل. كما أذكرهم بمقولة والدنا وملكنا سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – “العمل التطوعي هو مصدر من مصادر السعادة والراحة النفسية”. فالتطوع ليس فقط عملًا خيريًا، بل هو طريق لتحقيق السعادة والرضا الداخلي.

س- ماذا تقولين لزملائك المتطوعين والمتطوعات؟

 أقول لهم شكرًا على جهودكم المتواصلة وعطاءكم بلا حدود. أنتم مصدر قوة وإلهام لكل من حولكم، وعملكم التطوعي له تأثير كبير في المجتمع. استمروا في تقديم العطاء، فكل خطوة تقومون بها تحدث فرقًا، وتذكروا أن ما تقدموه يعود إليكم بأضعافه من رضا داخلي.

س- بماذا تريدين أن تختمي هذا اللقاء؟

 أود أن أختم هذا اللقاء بالشكر والامتنان لك أ.حسن ولكل من يدعم العمل التطوعي ويساهم في نشر ثقافة العطاء في المجتمع.

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى