المقالات

ولي العهد الأمين والوعد الصادق المكين

تمر الدول بعدة مراحل قد تستغرق كل مرحلة منها عدة عقود من الزمن، ولكل مرحلة ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يتماشى مع الإمكانيات والتطور الدولي والمجتمعي. وأحيانًا تحتاج تلك الثلاثية إلى هزة انتقالية تواكب ما يحدث في العالم مع الحفاظ على هوية الوطن. فالارتقاء التدريجي مطلوب، ولكن ذلك يكون إذا لم تبطئ الدولة – أيًّا كانت – خطوات التقدم فيها نتيجة لفكرة “ليس في الإمكان أحسن مما كان”، أو تبعًا للمثل القائل: “عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة”. ولكن تلك العشرة على الشجرة، وهي قفزة كبيرة وعظيمة، تحتاج إلى رامٍ ماهر لا يخشى أن تكون رمايته خبط عشواء أو مجازفة غير محسوبة.

وهامش الفارق يشجع على الانتقال إلى تلك الخطوة، ولكن من هو ذلك الربان الماهر، المسدد المتقن، وصائد الفرص الواعدة الذي سيتحمل تلك المسؤولية على عاتقه في سبيل رقي وطنه وازدهاره وعظمته؟ إنه فارسها بلا شك، فإذا كانت النفوس كبارًا، فلا تحدها أسوار الأعذار التي أكل عليها الدهر وشرب، فالفكر والعزم وبراعة الإدارة كفيلة بتحدي الصعاب.

هذا الفارس، ولا شك، هو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الرجل القوي الأمين، وعد فأوفى وكفى. فمن التغيير الكبير، وبالذات في البنية الاقتصادية، وتحويلها من شيخوخة تنذر بسكتة اقتصادية لا يعلم نتائجها إلا الله والراسخون في ذلك العلم، إلى تعافٍ سريع واقتصاد واعد تنشده أقوى اقتصاديات العالم. ولم يقتصر العمل على الناحية الاقتصادية بكل عناصر أهميتها، بل انطلقت المملكة إلى رحاب العالم السياسي الكبير، فبرزت عضوًا فاعلًا له دور هام ومؤثر على مختلف الأصعدة الخليجية والإقليمية والعالمية. وما الاجتماعات الخاصة بالحرب في أوكرانيا إلا واحدة من تلك العناوين الضخمة المبهرة، كما أن زيارات رؤساء الدول، من ترامب وبايدن وبوتين وماكرون وستارمر ورؤساء الدول العربية، تعبر بوضوح عن مكانة المملكة وحجم ثقلها، وهو أمر لا تحجبه غيوم المتربصين الذين مكانهم الطبيعي هو الصفوف الخلفية الراكدة.

أما على الصعيد الداخلي، فبالإضافة إلى التنوع الاقتصادي، هناك نقلة كبيرة وجميلة في تحديث الأنظمة، ومساحة عريضة في مجالات الرياضة والسياحة والثقافة، وكان للجانب الصحي ثقله في هذه النقلة الرائعة. كل ما مضى هو خطوات واثقة على صعيد مملكة الخير، وتنفيذ لرؤية حكيمة تبشر بأن القادم أجمل، بقيادة الملك الحازم الحكيم، ورعاية ومتابعة ولي عهده الأمين، ذا الوعد الواثق المكين، فهو إذا وعد صدق.

في هذا اليوم الذي يحتفل فيه أبناء شعب المملكة بالذكرى الثامنة لتولي سمو الأمير محمد ولاية العهد، نهنئ سموه بكلمات من القلب إلى قلب سموه الكبير، المفعم بحب وطنه وشعبه. كل عام وأنتم بخير، أيها الأمير القائد الملهم المبدع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى