المقالات

في ذكرى بيعة سمو ولي العهد.. نبني معًا مجدًا رائعًا… ونصنع مستقبلاً واعدًا

تحل اليوم 26 رمضان، الذكرى الثامنة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بعد أمر ملكي دعمته “هيئة البيعة” بأغلبية عظمى بلغت 31 صوتا من 34 في 26 رمضان 1438هـ/ 21 يونيو 2017م.
ليس سرًا أن من أهم أسباب استتباب الأمن وحالة الاستقرار والثبات التي يتمتع به نظام الحكم في بلادنا العزيزة هو تطبيق نظام البيعة الذي يعتبر أحد أركان الحكم الرشيد في الإسلام ، وربما أن أهم ما يلفت النظر في التمعن في خصائص المسيرة السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله- حتى هذا العهد الميمون أنه رغم التطور المتسارع الذي شهده المجتمع السعودي خلال السنوات القليلة الماضية، والذي لم يشهد العالم مثيلاً له في العصر الحديث، إلا أن المملكة ظلت تحافظ على القيم والتقاليد والتعاليم الإسلامية الراسخة التي ترتكز على العقيدة الإسلامية السمحة، وهو ما أوضحه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما كتب الصحفي الأمريكي ديفيد إجناتيوس، في صحيفة الواشنطن بوست بلسان سموه قائلاً: نريد – كما يريد الشعب السعودي – أن نستمتع بالأيام القادمة بسلام، ونركز على تطوير مجتمعنا وتطوير أنفسنا كأفراد وعائلات ومجتمع، مع المحافظة على ديننا وتقاليدنا”. هذه المعادلة السعودية التي ظلت عنوانًا للمسيرة السعودية المباركة تعتبر من أهم عوامل نجاح التجربة السعودية. وعندما نتحدث عن ذكرى البيعة الثامنة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فإن ذلك يحملنا إلى التطلع نحو أهم إنجازاته التي شكلت الملامح البارزة للمملكة العربية السعودية التي أصبحت وجهة سياسية وعلمية واقتصادية وثقافية ورياضية وسياحية في العالم. وفي الحقيقة يمكن اعتبار مبايعة سموه وليًا للعهد بأنها نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية لجهة ما تحقق لبلادنا من إنجازات ومشاريع ضخمة لا تعد ولا تحصى على مختلف الأصعدة، وهي إنجازات فاقت التوقعات. وينبغي في البداية الإشارة إلى أن الفضل يعود في تحقيق تلك الإنجازات – بعد الله- ، وكما قال السفير الأمريكي السابق لدى السعودية والتر كتلر في مقال نشرته مجلة “ذا مان” – إلى استحواذ سموه على العديد من الصفات الجيدة من والده الملك سلمان بن عبد العزيز، ليس فقط في القدرات الإدارية والقيادية، ولكن أيضًا كقيادة تعرف مجتمعها جيدًا؛ لأن الأمير محمد بن سلمان نشأ داخل المملكة، وبالتالي فهو يتمتع بمصداقية عالية لدى الشعب السعودي، كشخص يعرف بلاده وشعبه جيدًا. أما العامل المساعد الآخر الذي وفر الدعم لسموه في تحقيق تلك الإنجازات الكبرى فهي محبة الشعب السعودي لسموه، وخاصة من قطاع الشباب الذي يشكل 70 % من المجتمع السعودي.
ولعل الرؤية التي دشنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 25 أبريل 2016 أهم انجاز لسموه ، من خلال خطة طموحة تسعى لإنهاء اعتماد السعودية على النفط، وتنويع مصادر الدخل، وتمكين المرأة، وتطوير حلول لمشكلة البطالة، وفتح مجالات اقتصادية أكبر للمملكة، وجذب الاستثمارات الأجنبية مع العمل على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية. وقد نجح سموه من خلال تلك الرؤية التي تحقق منها الكثير من الأهداف في تغيير ملامح وصورة المملكة، التي أصبحت أكثر تصميمًا فيما يتعلق بأمنها وأمن المنطقة، وأكثر طموحًا في المنافسة مع اقتصادات الدول الكبرى في القطاعات غير النفطية.
كما أن تركيز الرؤية – التي تهدف إلى تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد متنوع ومستدام وتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين – على الاستثمار في قطاعات جديدة، مثل السياحة والتكنولوجيا، فتح آفاقًا اقتصادية جديدة. ولعل أبرز ملامح الرؤية تمكين المرأة من خلال تعزيز حقوقها باعتبارها نصف المجتمع، ومكافحة الفساد، وإطلاق مشاريع ضخمة في مجالات الثقافة والرياضة والسياحة.
أما فيما يتعلق بإنجازات سموه على صعيد السياسة الخارجية، فلعل أهم إنجاز تحقق على هذا الصعيد هو توثيق أواصر الصداقة والتعاون مع كافة دول العالم، وتعاظم المكانة السياسية للمملكة، وتزايد دورها المهم والمحوري والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز ريادتها وتواصل جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإسلامي، إلى جانب دورها كوسيط دولي في حل القضايا الدولية والإقليمية ، وعلى الأخص دور الوساطة الذي تقوم به لوقف الحرب الأوكرانية – الروسية، ودورها في العمل من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعمل من أجل إنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام. إن ترؤس سموه للعديد من القمم على المستوى العربي والخليجي والإفريقي والإسلامي أثبت نظرة ثاقبة ورؤية متعمقة في فهم سموه لقضايا الأمة والعمل على حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية والسلمية.
يحق لنا – كسعوديين- أن نباهي ونفخر بقيادتنا الرشيدة التي تضع على سلم أولوياتها مصلحة الشعب السعودي والعمل بكل ما تملك من جهد لتوفير الحياة الآمنة والهانئة لشعبها الوفي ورسم ملامح مستقبل واعد يليق بالأجيال الصاعدة لدولة العلم والإيمان، ويسعدنا – كمواطنين- أن نتوجه لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ذكرى بيعته العزيزة علينا جميعًا بالتفافنا حوله التفاف السوار بالمعصم ونعاهده على السمع والطاعة، وندعو له بالتوفيق والمزيد من الإنجازات والنجاحات لتعلية صرح الوطن بعون الله وتوفيقه.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى