تحلّ الذكرى الثامنة لتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، ونحن نسترجع بكل فخر واعتزاز الدروس والعبر المستوحاة من المنجزات العظيمة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، والثقة الملكية التي حظي بها سمو الأمير محمد بن سلمان.
لقد تحققت فيه نبوءة الملك عبد الله بن عبد العزيز – يرحمه الله – عندما قال له عام 2014م، بعد أدائه القسم وزيرًا للدولة وعضوًا في مجلس الوزراء ورئيسًا لديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه:
“الله يوفقك لخدمة دينك ووطنك وأمتك العربية والإسلامية”.
وكانت هذه النظرة الثاقبة دليلًا على ما يملكه الأمير من مقومات تؤهله لهذه المهام العظيمة، وبالفعل، لم يمضِ عام حتى توفي الملك عبد الله – رحمه الله -، وتولى الأمير محمد بن سلمان حقيبة وزارة الدفاع، ثم بعد عامين، أصبح وليًا للعهد، ليبدأ مسيرته التاريخية بسلسلة من التحولات الجوهرية التي وضعت المملكة في الصدارة محليًا وخليجيًا وعربيًا وعالميًا، بفضل الثقة الملكية التي أولاها له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظهما الله -.
إصلاحات شاملة ونهضة غير مسبوقة
أطلق سموه حزمة من الإصلاحات الداخلية، شملت تمكين المرأة، وتعزيز دورها في التنمية، ومكافحة الفساد، وتنويع مصادر الدخل لتقليل الاعتماد على النفط، وهو ما تُرجم إلى واقع من خلال رؤية المملكة 2030، التي أصبحت منهجًا واضحًا لبناء مستقبل واعد للمملكة.
وبتوجيهات من الملك سلمان، نجحت المملكة خلال السنوات الثماني الماضية في التقدم إلى صدارة المشهد العالمي، حتى بات الأمير محمد بن سلمان من بين القادة الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم. حيث صنِّف في المرتبة الرابعة عالميًا بين القادة الأكثر تأثيرًا للعام 2024، ليكون بذلك الشخصية القيادية العربية الأكثر نفوذًا للعام الرابع على التوالي، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجةً مباشرة للإنجازات المحلية والدولية التي حققها.
الإشادة العالمية برؤية الأمير محمد بن سلمان
وفي اعتراف دولي واضح برؤيته الطموحة، أبدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إعجابه بسياسات الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا أنه يخطط لإنشاء صندوق استثمارات عامة على غرار ما قام به ولي العهد، وهو ما اعتُبر شهادة عالمية مستحقة لأحد أعظم القادة المؤثرين في عصرنا الحديث.
كما أصبحت المملكة رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، إذ حققت أرقامًا قياسية في الحكومة الإلكترونية، التي سهّلت على المواطنين والمقيمين والزوار إتمام معاملاتهم رسميًا ومصرفيًا عبر أجهزتهم الذكية، دون الحاجة إلى مراجعة الجهات الخدمية، مما جعل السعودية في صدارة الدول عالميًا في التحول الرقمي.
دور محوري في السياسة الدولية
في عام 2023، اختير سمو الأمير محمد بن سلمان من قِبل مركز أبحاث الشؤون الدبلوماسية في سويسرا كـ”الرجل السياسي” لذلك العام، نظرًا لدوره البارز في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وإدارة العلاقات الدولية بحكمة وحنكة.
وكان للمملكة دورٌ بارز في التوسط بين الدول الكبرى، حيث استضافت قادة روسيا، وأوكرانيا، وأمريكا، في إطار مساعيها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. كما تقود المملكة، بتوجيهات ولي العهد، جهودًا حثيثة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، من خلال دعم إيقاف الحرب في غزة، وعودة المهجّرين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وقيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وفق قرارات الأمم المتحدة، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
قائد التحوّل التاريخي
منذ أن تولى سموه ولاية العهد في رمضان 1438هـ – يونيو 2017م، وهو يعمل بلا كلل، متنقلًا بين مسؤولياته المتعددة، التي تشمل:
•رئيس مجلس الوزراء
•رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية
• رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية
• رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة
• رئيس المجلس الأعلى للفضاء
إلى جانب العديد من المناصب الحساسة الأخرى، التي جعلت منه رجل الدولة الأول، وقائد التغيير الجذري في المملكة.
انعطاف قلم:
إن الأرقام القياسية التي حققتها المملكة العربية السعودية في مجالات الأمن، ومكافحة المخدرات، والسياحة، وتنويع الاقتصاد، واستقبال ملايين الحجاج والمعتمرين، وتعزيز مكانتها في مجموعة العشرين، فضلًا عن دورها القيادي في حل النزاعات الدولية، والتقارب بين القوى الكبرى، تؤكد أننا نعيش عصرًا ذهبيًا بقيادة سمو ولي العهد.
وما زلنا نزهو بهذا الوطن المعطاء، ونتفاخر بقيادته الحكيمة، التي جعلت من المملكة نموذجًا عالميًا يُحتذى به في شتى المجالات.
حفظ الله المملكة العربية السعودية، وبارك في قيادتها، وسدد خطاها نحو المزيد من الرقي والتقدم.