العظماء يصنعون التاريخ بمواقفهم، فتبقى آثارهم واضحة على مرّ الأيام والسنين.
ومن صُنّاع التاريخ والقرار السياسي العالمي من ذاع صيته في العالم بأسره، وأصبح كل من يتابعه يرى فيه زعيمًا للعصر الحديث، هو صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله.
إن الذكرى الثامنة لبيعته تعيد إلى الأذهان أن سموه الكريم استطاع، من خلال رؤية 2030 التي أطلقها، أن يحوّل الطموحات إلى واقع ملموس، والخيال إلى منجزات عظيمة، لم تكن شعارات بل حقائق يراها العالم اليوم شاهدة على عزم وإرادة لا تلين.
لقد اكتسب سموه ثقة المجتمع الدولي، من خلال جولاته العالمية التي أظهرت شخصيته القيادية المؤثرة، وأسهمت في تقريب الصورة السياسية للمملكة أمام العالم، وأعادت رسم ملامح الدور السعودي على المستويين الإقليمي والدولي.
ولو نظرنا إلى ما تحقق داخل المملكة في فترة وجيزة، لوجدنا إنجازات عظيمة يصعب حصرها، ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، ومنها:
1. في مجال النقل:
مشروع القطار السريع في الرياض، الذي واجه تحديات بسبب جائحة كورونا، لكن بفضل تدخل سمو ولي العهد، وجلوسه مع رؤساء مجالس إدارات الشركات الكبرى، تم حل الإشكاليات، وأعيد المشروع لمساره الطبيعي، وتم افتتاحه في 1 ديسمبر 2024.
2. في مجال الرياضة:
أراد سموه الكريم أن تكون رؤية المملكة 2030 شاملة، فجاءت الرياضة جزءًا منها، مدعومة بإمكانات مادية ومعنوية، ما أدى إلى تتويج هذه الجهود بفوز المملكة باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.
3. في الاقتصاد والسياحة:
شهدت المملكة قفزة نوعية في السياحة، بفضل التأشيرة الإلكترونية، مما زاد من أعداد الزوّار، وأبرز مكانة السعودية عالميًا، وتُوّج ذلك بفوز الرياض باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030.
4. في الدبلوماسية الدولية:
شهدت العاصمة الرياض قممًا كبرى على المستويات الإقليمية والدولية والإسلامية، أبرزها القمة العربية الإسلامية التي ترأسها سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين – حفظهما الله – لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، التي تُعد محور اهتمام المملكة منذ بدايتها وحتى اليوم.
وإذا قلنا إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زعيمٌ عالمي، فذلك يأتي من موقعه الريادي في قيادة جهود السلام العالمي، وأبرزها إعلانه استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية لحل أزمة أوكرانيا، في موقف يعكس ثقة المجتمع الدولي بالدبلوماسية السعودية، التي تسعى لنزع فتيل الأزمات والفتن.
هي ذكرى تاريخية تُبشّر بمستقبل أفضل، كما قال سموه الكريم:
“القادم أفضل”.
وستظل المملكة العربية السعودية، بإذن الله، رائدة العالم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، تخطو بثقة نحو مستقبل مزدهر يعم خيره الجميع.
• إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس – فرنسا