المقالات

ذكرى البيعة في الليلة المباركة

إن اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – في السادس والعشرين من رمضان عام 1438هـ وليًّا لعهد بلادنا الحبيبة، المملكة العربية السعودية، كان إيذانًا ببدء مرحلة جديدة لبلاد الحرمين الشريفين، مرحلة مفصلية كلها أمل، حيث التقى فيها التجديد بالطموح، والرؤية المستقبلية بالعمل المتواصل الدؤوب، وتلاقح الأفكار بالإبداع. لقد جاء هذا الاختيار استجابة لحاجة بلادنا إلى قيادة لديها رؤية طموحة ثاقبة، تؤمن بمستقبل زاهر لوطننا الغالي.

إنَّ شخصيةً بحَجْمِ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – أيَّدَهُ الله – جمعتِ الحَزْمَ إلى الحِلْمِ، والتجربةَ إلى العِلْمِ، والممارسةَ إلى المدارسةِ، والمباسطةَ إلى الهَيْبَةِ، وسَيْفَ الحاكمِ إلى قلمِ العالمِ، وحُسْنَ التدبيرِ إلى سلامةِ التقديرِ. إنَّ شخصيةً بهذا التكوينِ لا بدَّ أنْ تكونَ لها في تاريخِ الإنسانيةِ بَصْمَةٌ، بل بَصَمَاتٌ يَحفظُها الزمانُ ويرويها التاريخُ.

لقد أثبت ولي عهدنا المحبوب منذ توليه الأمانة أنه يملك كفاءة متميزة وقدرات قيادية فريدة، جعلت بلادنا خلال فترة قصيرة تتبوأ المكانة التي تستحقها بين دول العالم. لقد وضع رؤية طموحة مضمونها تعدد مصادر الدخل، وعدم اعتماد بلادنا على الموارد الطبيعية التي تجود بها الأرض من نفط وغاز ومعادن، لأن ما تعطيه الأرض له عمر محدود. لذا، راهن على قدرات وتميز العقل البشري للمواطن السعودي، الذي شبهه بـ(جبل طويق)، لأنه أدرك أن عطاء العقل لا حدود له، فكان الإبداع والابتكار والتميز.

حقق – حفظه الله – الكثير من المنجزات لوطنه، حيث تحتل بلادنا المرتبة الأولى في مؤشر إيدلمان لثقة المواطنين بدولتهم، كما أصبحت المملكة تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم في مؤشر التحول التقني، والرابعة عالميًّا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية والخدمات الرقمية المقدمة. كما بلغت نسبة البطالة أدنى مستوياتها، حيث سجلت 7.1% خلال عام 2024م، وهو تمامًا من مستهدفات رؤيته – حفظه الله – (7%). وتصدرت المملكة قائمة دول العشرين في النمو السياحي، بالإضافة إلى استضافة معرض إكسبو 2030م، وشرف استضافة كأس العالم 2034م، وغيرها الكثير من النجاحات التي تمت – ولله الحمد والمنة.

وفي أيامنا هذه، ونحن نعيش ذكرى بيعته – حفظه الله – نرى ونلمس النجاحات التي تحققت، فقلوبنا جميعًا تلهج بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – بالتوفيق والسداد، لتظل بلادنا وشعبها دائمًا في مقدمة الأمم بإذن الله.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى