تحلُّ اليوم ذكرى بيعة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- وليًا للعهد، وأمينًا على هذا الوطن ومقدساته ومكتسباته، ومحافظًا عليها وتوجيهها نحو بناء ونهضة وطننا المملكة العربية السعودية، فكان نعم المؤتمن، ونعم الأمين الذي تبنّى مشاريع النهضة والتطوير وبناء رؤية٢٠٣٠ التي أصبحت نموذجًا في بناء الوطن والارتقاء به وتميزه بين دول العالم.
وإذ تحلّ علينا هذه الذكرى المباركة لبيعة سموه وليًا للعهد في السنة السابعة، وقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازات سابقت بها الزمن وتجاوزت العصر، وحققت أهدافها المأمولة بأقصر الطرق وأقل الإمكانات حسب ما يطمح إليه هذا القائد الملهم بعزيمته التي لا تلين، وطموحه الذي لا يعرف حدًا للتوقف؛ لنرى ذلك واقعًا ملموسًا ينسجم مع قدرته وعزيمته وطموحه:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
فكم من وطن فقد رؤيته واتجاهه، وأُهدرت إمكانياته، وتبددت طاقاته، فأصبح في ذيل القائمة بين الأمم والأوطان! ونحن -ولله الحمد- في يوم البيعة نتذكر إنجازات سمو سيدي ولي عهدنا الأمين بالرغم من قصر المدة التي لا تتجاوز ثماني سنوات، إلا أن الكلمة اجتمعت وتوحدت الصفوف نحو البيعة ورؤية الوطن ٢٠٣٠ التي يقودها -حفظه الله- فتسارعت الإنجازات، وتحققت الأماني على أرض الواقع، فأصبحنا -ولله الحمد- محط أنظار العالم أجمع، وانبهر الجميع برؤيتنا وتجربتنا الفريدة التي عانقت عنان السماء.
إن تحديث الأنظمة والقوانين العدلية التي يسّرت تقديم الخدمات للمواطن والمقيم، وجعلت العدالة تطبق بين الجميع وفق تلك الأنظمة، يسّرت الحياة وسهّلتها في تطبيق الأنظمة الرقمية وتقنياتها؛ بحيث أصبحت مضرب مثل للجميع، وفخرًا للمواطن والمقيم.
فما أعظمك يا وطني بما تحقق لك من تلك الإنجازات العظيمة في فترة وجيزة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله.
هذه الرؤية ٢٠٣٠ التي حمل لواءها ولي العهد، فأطلق القدرات ومكامن الإبداع لدى الشعب السعودي؛ ليشارك ويساهم بإبداعاته في تحقيق الرؤية ومستهدفاتها؛ لأنه الجزء الأساسي في التطوير والبناء.
إن رؤية ٢٠٣٠ في محاورها الأساسية؛ مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح حملت حقائق ومكتسبات تحققت من خلالها، وليست شعارات لا تمت للواقع بصلة، وهذا الذي أبرزها وحققها قائدنا وولي عهدنا الأمين الذي أصبح الوطن والمواطن والمقيم همّه، والنماء والتطور لهذا الوطن هدفه الحقيقي الذي يسعى لتحقيقه؛ ليجعلنا في مصافِ الدول المتقدمة في كل المجالات.
قيادة ملهمة، وشعب طموح، وقدرات وإمكانات محفوظة وموجهة نحو هذه الرؤية تحقق بها الأمل الذي يراه سموه الكريم، والطموح الذي يسعى إليه؛ ليصل ببلدنا إلى المستوى اللائق به وبطموحه، ويحقق الرفاه ورغد العيش للموطن والمقيم.
إن مشاريع الرؤية وبرامجها التي حولت أرض الوطن إلى ورشة تسابق الزمن، سواء في بوابة الدرعية أو القدية أو مدينة المستقبل (نيوم)، وغيرها من المشاريع التنموية التي تستهدف بناء الإنسان وتنميته، لفتت أنظار العالم بأننا أمّة منجزة تحمل الخير والنماء للعالم أجمع، فالمساعدات الإنسانية تمد يد الخير، وتعين الملهوف، وتحمل الضعيف دون تفريق بين عرقٍ أو جنسٍ أو لون، إنما الإنسانية هدفها، والمحافظة عليها أمرٌ حثّ عليه ديننا الحنيف.
إن رغبة سموه في تحقيق أسباب الرفاه والتنمية للوطن والمواطن، ما كان لها أن تتحقق لولا جهوده الجبارة، وسعيه الدؤوب في تحقيق الرؤية ومستهدفاتها؛ بما يمتلكه من بصيرة نافذة، ورؤية طموحة، ونفس قوية، وهمة متقدة تناطح الجبال الراوسي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام
إن ذكرى بيعة سمو سيدي ولي العهد الأمين تذكرنا بالحقوق والواجبات تجاه وطننا وولاة أمرنا بالالتفاف حول تلك القيادة والإخلاص؛ حبًّا ووفاءً لهم ولهذا الوطن.
حفظ الله سموكم الكريم منارة للخير، ورمزًا للبذل والعطا في وطننا الغالي وللأمتين العربية والإسلامية، ولكافة شعوب الأرض.
• عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء