يقول نتنياهو: “إسرائيل ستحرر جميع الرهائن، وستدمر حركة حماس”، وتناسى حضرته أن إسرائيل عجزت عن تحقيق هذا الهدف خلال خمسة عشر شهرًا مضت، وما زالت عاجزة.
ثم إن نتنياهو يظن بخياله الواسع وخبثه الشاسع، أن الشعب الفلسطيني محصور في حركة حماس، ويعتقد أنه إذا تم القضاء على الحركة، ستنتهي فلسطين وسيستسلم الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني. وهذا تفكير قاصر وعقيم، فالفلسطينيون جميعًا – رجالًا ونساءً وأطفالًا – يحملون فكر المقاومة وإصرارها على تحرير بلادهم وتخليصها من دنس المحتلين، ولن يتخلوا عن الصمود والدفاع عن أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم.
وبالتالي، فإن القضاء على حركة حماس، لن يُنهي المقاومة، بل سيخلق بعدها شعبًا كاملًا يسمى “حماس”.
فلسطين أرضٌ عربية، وستبقى كذلك إلى أن تُعاد لأصحابها العرب، مهما طال الزمن، ومهما كانت التكاليف والخسائر؛ فخسارة الوطن لا يعدلها أي خسارة، لأن الوطن لا يُقدّر بثمن.
لكن نتنياهو ومن معه من الصهاينة لا يدركون هذا المعنى، ولا يعرفون قيمة الانتماء والولاء الوطني، لأنهم – في الأساس – كيان مشرد، وخليط من البشر دون أوطان، أتوا إلى فلسطين من أوروبا ومن غيرها من بقية دول العالم، ولذلك فإن مشاعرهم معدومة تجاه قيمة الأوطان وأهميتها لدى أبنائها.
نتنياهو ومن سبقه من المسؤولين الصهاينة لم يستفيدوا من نصائح العقلاء الذين يريدون السلام للفلسطينيين وللإسرائيليين على حد سواء.
جميع زعماء العالم، وجميع المنظمات الإنسانية، ومنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمات يهودية منصفة، ينادون بحل الدولتين والعيش بسلام بين العرب واليهود، لكن الصهاينة لا آذان لهم تسمع، ولا عقول تستوعب، وطالما هم كذلك، فهم الخاسرون، وسيظلون في حياة كئيبة وقلقة ومرعبة، ولن يشعروا بالأمان ولا الاستقرار.
وسوف تستمر حياتهم في حالة حرب متواصلة مع الفلسطينيين، مع ما يشوب أنفسهم من هلع وخوف دائم من الموت، بعكس الفلسطينيين الذين يقابلون الموت بالفرح والزغاريد، انطلاقًا من عقيدتهم الجهادية: “النصر أو الشهادة”، وكلاهما خير للمسلم.
نعود لنُقدّم النصيحة مع الناصحين، ونقول لنتنياهو:
دعك من التهديدات الإجرامية لشعب لا يبالي بالموت، واسلك طريق السلم، واقبل بحل الدولتين، فهو الخيار الأفضل لك ولشعبك المشرد، إن أردتم السلام وتحقيق الأمن والاستقرار