المقالاتعام

محمد بن سلمان.. قيادي العصر

حقيقةً.. يخجل القلم والمحبرة وقواميس العالم بكل اللغات، من الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – إذ لا بد لنا من الخوض في بحر الإنجازات والطفرة العصرية الحديثة التي تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، والحديث هنا يأخذنا إلى قائدٍ لأكبر عمليات تطوير عمراني واقتصادي في المملكة والشرق الأوسط، بدءًا من الإنجازات التي بدأها – حفظه الله – بإعادة تأسيس مشاريع البنية التحتية الكبرى، ولا مجال لحصرها، وما نشهده حاليًا في مناطق المملكة عامة، والرياض خاصة، شاهد ودليل على حنكة سموه وبعد نظره السياسي والاقتصادي.

هو قائد شاب فذ، يعمل كل ما يقوله ويصدح به بحزم وعزيمة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بالإضافة إلى المجالات الخيرية والإنسانية، التي تعجز عن وصفها محبرتي المتواضعة. ثمانية أعوام جديرة بأن تُبني فيها شخصية قائد يتحدى بثقة المؤمن بالله تعالى، ثم بعزيمته وشعبٍ حوله، يفاخر به في كل محفل محلي ودولي.
قائدٌ يتحدى الصعاب التي يشهدها العالم، بالله تعالى ثم بشعبه، الذي وصفه سموه بـ”جبل طويق”.

وقد كان لتوليه وزارة الدفاع دور رئيسي في التوسع المعاصر للمنظومة العسكرية السعودية، بإدارة مبنية على الشفافية وحوكمة العمل، والتوسع الملحوظ في القبول بالكليات والمعاهد العسكرية لإعداد كوادر وطنية، تحظى بالتدريب العالي لكافة القوات المسلحة، بالإضافة إلى التوسع الكبير في الصناعات العسكرية الدفاعية المتطورة، من مدرعات وطائرات بكافة معداتها، بصناعة سعودية مواكبة للنهضة المعاصرة التي أبهرت العالم، لتكون المملكة العربية السعودية من كبرى الدول في الصناعات العسكرية الثقيلة والخفيفة، وبأيدٍ وطنية ذات كفاءة عالية في المجالات العسكرية والتقنية.

ثمانية أعوام “سمان”، شهدت فيها المملكة – بفضل الله تعالى – إنجازات لافتة وغير مسبوقة في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، أعادت بناء وتنظيم المجتمع السعودي، بما يتواكب مع النهضة المعاصرة التي يعيشها العالم، لتكون المملكة في مقدمة دول مجموعة العشرين، ويُشار إليها – بفضل الله – بالحزم والعزم الممزوجين بالحنكة في الشؤون والقضايا المحلية والعالمية.

وقد شهدت المملكة التوسع الملحوظ في الطاقة الاقتصادية، والتوجه إلى البدائل الاستثمارية والصناعية غير النفطية، إلى جانب التوسع في الحقول النفطية وخيراتها المتنامية التي أنعم الله بها على المملكة، دون أن نغفل النهضة التي تعيشها منظومة الحج والعمرة والسياحة والترفيه، والاهتمام بعمارة المساجد، والتراث الإسلامي الذي تزخر به البلاد، وقبل ذلك كله: بناء المواطن السعودي، الذي يُعد الركيزة الرئيسة في رؤية المملكة 2030 التي تبناها سموه.

وقد صدح سمو الأمير محمد بن سلمان بعديد من العبارات الجريئة في لقاءاته مع وكالات الإعلام المحلية والعالمية، والتي تداولها العالم بإعجاب، في فترة يكاد العالم يعيش فيها حالة من الجمود في شتى مجالات الحياة. وقد عبّر سموه – في أحد اللقاءات – عن المرحلة التحولية من خلال استعراض نوعين من أجهزة الهاتف النقال: التقليدي الذي عشناه في الماضي، والمتطور الذي يعكس رؤية المستقبل، وهو برأيي أبلغ وصف لمرحلة تعيشها المملكة.

ومن مقولاته التي سُجلت للتاريخ:
“لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواء كان أميرًا أو وزيرًا، ومن تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسب”
وهي العبارة التي تمثل في مجملها الحرب الحقيقية على الفساد، والتي منحته قوة شعبية محليًا وعالميًا، وعزّزت استمرار هذا النهج، بنتائج أبهرت الجميع، من خلال المليارات التي أعيدت إلى خزينة الدولة، وساهمت في دعم مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة، والقضاء على البطالة عبر توفير فرص عمل حقيقية للشباب السعودي من الجنسين.

كما أطلق سموه حفظه الله، العديد من المشاريع الاقتصادية في كافة مناطق المملكة، وأنشأ صناديق استثمارية مملوكة للدولة لدعم تلك المشاريع، في خطوة توصف بأنها “ثورة اقتصادية تنموية”، تتسم بروح التجديد، وترتكز على ثوابت الدين الإسلامي.

ومن أقواله التي يفاخر بها بين الشعوب:
“ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت، شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله”
وفي ذلك دعم قوي لشباب الوطن، وتجديد للدماء الشابة في العديد من وزارات الدولة، وتمكين للمرأة السعودية التي حققت إنجازات مبهرة على المستويين المحلي والعالمي.

أما عن رؤية المملكة 2030، فقد لخّصها سموه بقوله:
“رؤيتنا لبلادنا التي نريدها: دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح.”

ومن أبلغ عباراته أيضًا:
“هذه هي حربي.. وسأقاتلها”
والتي أكدت السنوات صدقها، محليًا وعلى مستوى الشرق الأوسط والعالم.

بدأت المملكة بدعم تحرر لبنان من الحزبية والطائفية، ليعود إلى الصف العربي، وامتدت جهود سموه إلى سوريا، حيث تم استئناف العلاقات بدعم سعودي شامل لإعادة استقرارها، ومحاربة السلاح المنفلت والمخدرات المنتشرة، وهو ما أشادت به العديد من الدول والمنظمات.

كما برز دور المملكة في تقريب وجهات النظر بين الدول، خصوصًا في الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث استقبلت الرياض زيارات دولية مكثفة، نتج عنها تحركات دولية نحو التهدئة، وهو ما يُعدّ دليلًا على أن المملكة تعيش اليوم مرحلة استثنائية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، لبناء شرق أوسط جديد، يضاهي دول العالم بوحدته وتماسكه ومكانته الدولية.

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى