المقالات

ما بين الجوهرة وطوكيو… منتخب جديد يولد

ما بين الهزيمة أمام اليابان في “الجوهرة” بنتيجة 2-0، والتعادل السلبي معهم على أرضهم في طوكيو،
قصة مختلفة تمامًا.
ليس فقط النتيجة تغيّرت، لكن ايضا الروح تغيرت .

قد يكون أسلوب اللعب متقارب في المباراتين — دفاع، حذر، وقلّة في البناء الهجومي —
لكن العناصر تغيّرت، وهنا الفارق الحقيقي.

بوشل، مجرشي، زيادة الجهني، جهاد ذكري… أسماء جديدة، بروح جديدة

لأول مرة، لاعبين شباب يدخلون مواجهة بحجم اليابان في ملعبهم،
ويلعبون بروح الشغف، والإصرار، والرغبة.

نعم، المنتخب لم يملك الكرة كثيرًا، ولم يهدد، لكنه دافع بجدية، بتركيز، بروح وطنية افتقدناها في فترات سابقة.

النتيجة؟ اليابان لم تسجّل… على أرضها، وهذا بحد ذاته إنجاز.

قد تكون هذه أول مرة منذ فترة طويلة يعجز فيها المنتخب الياباني عن التسجيل في ملعبه،
وأمام من؟ أمام منتخب سعودي بـ”نصفه تقريبًا لاعبين جدد”.

لو حضرت هذه الروح منذ البداية…؟

ربما لو كانت هذه العناصر متواجدة منذ بداية التصفيات،
مع هيوفي وينارد أو حتى مع مانشيني ،
لكان وضع المنتخب مختلفًا كليًا.
ربما كنا خلف اليابان مباشرة، أو بجانبها في جدول الترتيب.

التجديد لم يكن خيارًا… بل ضرورة

لا نسيء للعناصر السابقة، فهم قدموا الكثير،
وكانوا جزءًا من إنجاز كأس العالم الرائع،
لكن لكل جيل نهاية، ولكل شغف عمر افتراضي.

والمنتخب السعودي كان بحاجة لـ دماء جديدة…
مش مواهب فقط، بل شغف، جدية، رغبة بتمثيل الشعار.

مانشيني قالها… والملعب أكدها

مانشيني تحدث سابقًا وقال إن بعض اللاعبين فقدوا شغفهم بتمثيل المنتخب.
وربما في وقتها، الكلام فُهم كمبالغة، أو افتراء…
لكن الآن؟ دخول عناصر شابة بروح مختلفة أثبت أن الشغف يصنع الفارق.

المنتخب الحالي؟ ربما هو المنتخب المنشود

منتخب لا يملك خبرة بعض القدامى،
لكن يعوّض ذلك بالعزيمة والانضباط والطموح.

اليوم، ما نبحث عن الموهبة…
نبحث القتالية و الجدية و الرغبة من اجل شعار الوطن
و نبحث عن الشغف

هذا هو منتخب السعودية الذي ننتظره
و ربما اضعنا الوقت و لم نكن بحاجة لهزيمة إندونيسيا لنحصل عليه.

فكنا قريبين حتى من الخروج من الملحق و ربما بطريقنا لتذيل المجموعه.
و اضعنا الطريق بتغيير المدربين و لم ندرك اننا كنا بحاجة لتغيير اللاعبين .

لكنها البداية التي يجب أن نبني عليها مستقبلنا و ننقذ ما يمكن انقاذه لنتاهل لكاس العالم حتى و ان كان بالملحق
فالوصل متاخرا افضل من عدم الوصول .

فارس أحمد

مهندس هيدرلوجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى