عام

يا ليلة العيد أنستينا!!

في ظاهرة فنية لا تزال مستمرة منذ حوالي ثلاثة عقود، تتسابق القنوات التلفزيونية والإذاعات العربية، مع اقتراب عيد الفطر، في بث الأغاني التي ترتبط بهذه المناسبة، وبهجتها، وذكرياتها الجميلة، وتكون في العادة بمثابة الإعلان الرسمي لقدوم العيد. وقد شكلت هذه الأغاني، مع مرور الزمن، ذاكرة جماعية تتذكرها الأجيال عند حلول العيد.

فمن منا لا يتذكر أغنية سيدة الغناء العربي أم كلثوم “يا ليلة العيد أنستينا” في الأربعينات، والتي غنتها لأول مرة في فيلم “دنانير”، من كلمات الشاعر أحمد رامي، وقام بتلحينها الموسيقار رياض السنباطي؟ لقد كانت هذه الأغنية إحدى العلامات التي تبعث حالة من البهجة والسرور والسعادة في القلوب أثناء الاحتفال بقدوم العيد. كما قدمت أم كلثوم هذه الأغنية لملك مصر فاروق الأول، في مناسبة حفل جلوسه على العرش، ليلة عيد الفطر المبارك عام 1944م، والذي أقيم في ملعب النادي الأهلي المصري بالقاهرة.

ولم يحفظ التاريخ المعاصر أغنية أم كلثوم “يا ليلة العيد أنستينا” فقط، بل نقل لنا أيضًا أغنية الفنانة المصرية صفاء أبو السعود، التي تعد واحدة من أشهر الأغاني الخاصة بقدوم العيد، وهي “أهلاً بالعيد”، من ألحان الموسيقار جمال سلامة، وكلمات الشاعر الغنائي وأحد أشهر كتاب الأغنية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين عبد الوهاب محمد. فضلًا عن أغنية “أنوارك هلّت محلاها يا عيد”، وهي أنشودة فرقة الثلاثي المرح المصرية، المكونة من الفنانات وفاء محمد، وصفاء يوسف، وسناء الباروني، والتي أنتجت في الخمسينات.

وما إن يُعلن العيد في المملكة العربية السعودية، حتى تُطل عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أغنية فنان العرب المطرب السعودي محمد عبده “ومن العائدين ومن الفائزين إن شاء الله”، التي أبدع في كتابتها شاعر النشيد الوطني إبراهيم خفاجي، وقام الفنان محمد عبده بإنتاجها عام 1971م، حتى باتت هذه الأغنية أيقونة خاصة لدى أبناء الشعب السعودي، على غرار أغنية المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم “يا ليلة العيد أنستينا”.

وكذلك أغنية الفنان الراحل طلال مداح “كل عام وأنتم بخير”، من كلمات الشريف منصور، وألحان الموسيقار محمد المغيص، والتي قام طلال مداح بأدائها عام 1982م.

وظهرت بعدها مجموعة من الأغاني لمطربين سعوديين، منها: أغنية “فرحة فرحة”، أداء الفنان علي عبد الكريم، وأغنية “عيدي مبارك” للفنان رابح صقر، و**“حياك يا عيد”** للفنان راشد الماجد، و**“جانا العيد”** للفنان عبد المجيد عبد الله.

وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على هذه الأغاني، إلا أنها لا تزال مرتبطة بمناسبة العيد، وتعتبر مطلبًا أساسيًا للكثير من المستمعين، فمن الصعب أن يأتي العيد دون سماعها. ولهذا، بقيت متجددة ومتسيدة الساحة الفنية لعقود.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى