عندما يكبر الإنسان ويتقدم ولو قليلًا في العمر، تقل فرحة العيد في ناظريه، ونجد البعض يردد أن العيد قد تغيّر ولم يعد كما كان في الماضي، متناسيًا أن العيد شعيرة من شعائر المسلمين، يجب عليهم الاحتفال بها وإظهار مشاعر الفرح والسرور في أيامها المباركة.
إن فتور فرحة العيد شعورٌ ينبع من تغيّرات متعددة حدثت مع مرور الزمن؛ فقد تغيرت طريقة الاحتفال بالعيد، وتطورت العادات والتقاليد، مما أثر على الشعور العام بالفرح، وظهر التكلف غير المبرر، وغابت البساطة التي كانت تميّز الاحتفالات في الماضي.
إن العمل على إعادة إحياء روح العيد من خلال تبنّي بعض المبادرات، مثل تنظيم لقاءات عائلية حميمية، وإعادة إحياء بعض العادات والتقاليد القديمة، والتركيز على اللحظات الإنسانية التي تجمع الأسرة، والسعي لإيجاد توازن بين الحياة العصرية والحفاظ على التراث، من الأمور التي يمكن أن تساعد في إضفاء جو من البهجة والفرحة في العيد.
كما يجب علينا أن نتذكر أنه، كما عشنا فرحة العيد في طفولتنا بكل تفاصيلها، فلا نحرم أطفالنا من فرحتهم في العيد؛ ففرحة الأطفال بالعيد من أجمل المشاهد التي تبعث البهجة في النفوس، حيث ترى الضحك يعلو وجوههم، ويتسابقون لارتداء ملابسهم الجديدة، ويتجولون بين الأهل والجيران، لعل الواحد منهم يحظى بعيدية أو قطعة من الحلوى.
لا تقتلوا فرحة العيد في نفوس أطفالكم!
اتركوا لهم مساحة من الحرية، من المرح، من اللعب، دون قيود صارمة تفسد سعادتهم. لا تُفسدوا فرحتهم بالتذمر من ضجيجهم، أو منعهم من الاستمتاع بالحلوى والعيديات، ولا تجعلوا خلافات الكبار تُلقي بظلالها على فرحة الصغار.
فالعيد بالنسبة للأطفال ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو يوم مليء بالمفاجآت والسعادة، حيث يجتمعون مع الأصدقاء والعائلة، ويشعرون بجو من الحب والاحتفال. فما أجمل أن نشاركهم هذه الفرحة، ونصنع لهم ذكريات لا تُنسى.
⸻
نبض شاعر
العيدُ أقبَلَ باسِمَ الثغرِ
ومُناهُ أن تحيا مدى الدهرِ
حَتَّى تعيشَ بغبطةٍ أبدًا
ويُعدَّ من أيامِكَ الغُرِ