إلى أهلنا في اليمن، أحفاد سبأ وحمير، حملة راية العروبة والحكمة، لقد مرت عشر سنوات عصيبة على اليمن، شهدت خلالها البلاد مآسي إنسانية وتدميرًا للبنية التحتية، مما أدى إلى عزلة اليمن عن العالم. فقد تسببت الحرب والإجرام لميليشيات الأرهاب الحوثي في مقتل أكثر من 100,000 شخص منذ عام 2015، بينهم 12,000 مدني قتلوا في هجمات مباشرة، كما سقط نحو 25,000 مدني بين قتيل وجريح.
ضحايا هذا النزاع الأكبر هم الأطفال الأبرياء حيث تشير التقارير إلى مقتل أو إصابة أكثر من 11,200 طفل، بالإضافة إلى تجنيد عشرات الآلاف منهم في القتال. كما أدت الحرب إلى نزوح قرابة 4 ملايين نسمة، وتدمير المدارس والمستشفيات، مما حرم الملايين من حقهم في التعليم والرعاية الصحية.
كما تعرضت البنية التحتية لليمن لدمار هائل، حيث تم:تدمير 523 مرفقًا صحيًا بشكل كامل أو جزئي وقصف 100 سيارة إسعاف، مما أدى إلى خروج 50% من المرافق الصحية عن الخدمة.
وتدمير 3,526 منشأة تعليمية في 22 محافظة، مما أثر على تعليم 4,435,409 طالبًا وطالبة.
ووقوع 121 ضحية بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في الربع الأول من عام 2023 وحده.
وفي الآونة الأخيرة، هذه الايام شنت الطائرات الأمريكية والإسرائيلية هجمات جوية مكثفة باستخدام الضربات الجوية والطائرات المسيرة، مستهدفة مخازن الأسلحة والصواريخ والتجمعات التدريبية المسلحة للحوثيين، مما أدى إلى تحجيم قوتهم وإضعاف سلطتهم بتدمير مخازن أسلحتهم، كما أسفرت هذه العمليات عن مقتل مئات القياديين في مليشيات الحوثيين الإرهابية الممسوخة التي باعت أوطانها وعروبتها بثمن بخس نجس وأصبحت أكثر مجوسية من أسيادها الفرس، بمن فيهم إخوة زعيمهم، مما شكل ضربة قاصمة لصفوفهم وقوتهم العسكرية والتنظيمية.
نداء إلى قبائل اليمن وأحراره
لقد آن الأوان لأن تتكاتف قبائل اليمن وأحراره وحكماؤه ليقفوا صفًا واحدًا في وجه هذا العدوان الداخلي، وينتزعوا وطنهم من براثن الهيمنة الخارجية الفارسية التي تسعى لإخضاع اليمن لمخططاتها الاستعمارية.
إن العودة إلى الشرعية، واستعادة الدولة، والانطلاق نحو الإعمار والتنمية، هو السبيل الوحيد لإعادة اليمن إلى مكانته التاريخية، قويًا، مستقلًا، مزدهرًا، عربيًّا خالصًا، بعيدًا عن كل محاولات الطمس والاحتلال الفكري والسياسي.
يا أبناء اليمن، أنتم أهل الحكمة والإيمان، وقد آن الأوان لأن تقولوا كلمتكم، ولتكن كلمة حق ونضال حتى تعود صنعاء، وعدن، وتعز، وحضرموت، وكل شبر من اليمن إلى أهله، حرًا، عربيًا، عزيزًا، كما كان وكما يجب أن يكون.
لترسموا مع أشقائكم العرب مستقبل اليمن على أسس الوحدة الوطنية، وترميم آمال الشعب اليمني ليعيش بكرامة واستقلال، ليعود اليمن إلى مجده السابق، ويستعيد حقوق أبنائه في الحرية والأمن والتقدم والاستقرار والازدهار.
• الامين العام للرابطة السويسرية
للاكاديميين والعلماء العرب