كل عام وأنتم بخير. ما رأيكم في رحلة إلى المريخ ببلاش، بها بعض المرح؟
• أم حمدتو: قوم يا أبو حمدتو! إيش بك كذا نايم في العسل؟ ترى الساعة 9.
•أبو حمدتو: طيب عاد، ورايا الأشغال متلتلة.
وأي عسل هذا؟ ولا كأني خاطب بريجيت باردو أيام زمان!
• أم حمدتو: يا سلام! عاد من حلاك يا خويا؟ ذكرتني ببشار بن برد!
• أبو حمدتو: أقلك، بلاش مناكفة على وجه الصبح. المهم، أنت عارفة، من يوم ما سكرت الدكان اللي كانت تنقط علينا قريشات قليلات، صرت خالي شغل.
• أم حمدتو: طيب خلاص، ترى أدوشتنا! كل ما طلبنا شيء قمت تشكي ويا طير يلي .
• أم. حمدتو: طيب، ومين حدك تقفل الدكان؟
• أبو حمدتو: طبعًا مسوية ما أنت عارفة! أصل اللي يعد الفرش مو زي اللي يأكله.
• أبم. حمدتو: تضحك! ترى ما قد شفتك تنفرش مع الأسف.
• أبو. حمدتو: كمان مع الأسف!حدتني الظروف وقفلته. من كثر الالتزامات صار السلام عليكم بفلوس! من تجديد الرخصة إلى السجل، وغير تسديد المخالفات التي تتطور أكثر من خدمات وتسهيلات المؤسسات المحلية المختصة.
المهم، أنت تصحيني بدري عشان إيش؟
• أم حمدتو: أيوه كذا الكلام! أبغاك تحجز لي والعيال على المريخ، يقولون في رحلة بعد كم يوم، وخلينا نلحق قبل ما تخلص الحجوزات. لأني سمعت من شغالتنا “ريتا” عن صديقتها “ماليتا” اللي تشتغل عند بيت ناس من اللي ربنا أعطاهم، ومتنعمين ومتنغنغين، أن أبوهم حجز لهم على المريخ والسفر الأسبوع الجاي.
• أبو حمدتو: وأنتِ على طول صدقتِ كلام ريتا وماليتا؟ تلقينهم ترجموا بالغلط أو كذبوا عليكِ بيشوفوا عقلك الترللي كيف.
• أم حمدتو: لا يا أبو حمدتو، كله ولا الغلط! وبعدين، ريتا لها عندنا سنتين وما كذبت عليّ إلا ثلاث مرات.
• أبو حمدتو: طيب والرحلة هذه! يا سلام على المريخ كذا مرة واحدة؟ والقمر صار كخة يعني؟
• أم حمدتو: يلا بدون تريقة! لحلح نفسك بينما أحضر لك الفطور. ترى كل شيء عن طريق “أبشر”، وأنت قاعد تحجز وتدفع.
• أبو حمدتو: طيب، والتذكرة يا فالحة، بكم؟
• أم حمدتو: انت ما همك إلا الفلوس! كلها 30 ألف.
• أبو حمدتو: أف! 30 ألف ريال حتة واحدة! يا راجل، ليش؟ إحنا رايحين لندن؟
• أم حمدتو: هذه رحلة للمريخ، 30 ألف دولار! ومسوين تخفيض ذي الأيام.
• أبو حمدتو: ههههه! وكمان تخفيض؟ وكأنها قرشين؟ وعلى قول محمد عبده: “ولك عين تتكلم”؟
• أم حمدتو: خليني ساكتة أحسن. المهم، أنا رايحة أجهز لك لقمتين بينما تسوي الحجوزات.
يتمتم بينه وبين نفسه: “ماني فاضي لقلبان الدماغ، الليلة عند بشكتنا سهرة في الاستراحة، وجايبين هاوي يدندن لنا على العود، والصباح رباح! وراح أسكتها بكلمتين.”
• أم حمدتو: ها، إيش قلتِ؟
• أبو حمدتو: أبشري، مو بس المريخ، لو تبغين تروحي لنجوم الظهر أوديكي.
• أم حمدتو: مافي نجوم ظهر يا أبو حمدتو، وعارفة قصدك!
• أبو حمدتو: طيب، كنت أمزح!
• أم حمدتو: يا أولاد، أبشركم! أبوكم وافق!
تري الأولادمبسوطين ويبغوا يطيروا من الفرح.
• أبو حمدتو: خليهم يطيروا! بس متى؟
• أم حمدتو: إيش تتمتم؟
• أبو حمدتو: لا، كنت أتنحنح.
• أم حمدتو: طيب، بكرة أجيب “تيري” اللي تشتغل في محل التجميل عشان تمكيجني. أبغى أهل المريخ ما يبعدوا نظرهم عني من حلاوتي.
• أبو حمدتو: ههه، أنا متأكد ما بتكون أي وحدة من بنات المريخ تشبهك!
• أم حمدتو: إيش تقصد؟ ترى أقعد مايل واتكلم عدل!
• أبو حمدتو: لا ولا حاجة!
خرج أبو حمدتو لسهرته ورجع متأخر، وحط رأسه على المخدة ونام.
في صباح اليوم التالي…
• أم حمدتو: خلاص، جاهزين يا أولاد! يلا بسرعة على مكان الإطلاق، أحسن قدنا متأخرين، وهذه ما هي زي الطيران الداخلي، مواعيدهم الله بالخير!
ركبوا المركبة الفضائية.
• أم حمدتو: يا أولاد، سجلوا بالفيديو، هذه بتكون رحلة تاريخية، حتى إيلون ماسك ما يقدر يتفشخر علينا بعدها!
ركبت عائلة كفيل “ماليتا” المركبة الثانية وأقلعوا. وهم في الجو، صدر شهاب وضرب المركبة الثانية، فتفجرت، وأصابت شظاياها مركبة أم حمدتو، فسقطت في المحيط!
وهي لا تعرف السباحة، وتغرق في شبر ماء، وصارت تجذف بيديها وترفس برجليها محاولة أن تطفو، وتصيح:
“آه يا أبو حمدتو! ليتني سمعت كلامك! ولا تمت هذه السفرة المهيبة… أنا السبب يا أبو حمدتو، سامحني!”
• أبو حمدتو: إيش فيكِ يا أم حمدتو؟ ترى لكِ ساعة وأنتِ ترفسين في ظهري وببطني! جبتي لي الكافية! مريخ إيه وهباب إيه؟ قومي تعوذي من إبليس وارجعي نامي وتغطي كويس. قال مريخ قال!
