كُل عام والوطن المبارك بأمن وأمان وسلام، كُل عيد فطر مبارك والوطن الغالي بخير وصحة وسلامة، كُل وقت وكُل حين والوطن المعطاء في نمو وازدهار وتقدم. تعددت النعم العظيمة عليك أيها الوطن الكبير من كل صوب واتجاه وأنت تستحق؛ لأن هنا وفي كل أرجائك من يشكر خالقه على هذه النعمة ليل نهار، وتنوعت النعم عليك في كل الأوقات وأنت تستحق؛ لأنك تحتضن الحرمين الشريفين وترعاهما خير رعاية وعناية فازدادت النعم وفاضت فالبشكر تدوم النعم. ولم تستأثر بكل هذه النعم الجزيلة بل لك أيادٍ بيضاء ممتدة في كل مكان من دول شقيقة عربية أو إسلامية.
وأتساءل هل توقفت عطاياك؟ لم ولن تتوقف عندها بل مددت يد العون والمساعدة لأمن بلد، واستقرار بلد، وحماية وسلامة بلد آخر. وهذا ليس من المستغرب حدوثه، وليس من العجيب حصوله فالنهج القويم بُني على أساس متين صلب، وجذور راسخة عميقة تبدأ من أرضك الطاهرة وتتوسع فروعها إلى أراضٍ بعيدة، وأماكن عديدة.. فتقدم لك أهل الوفاء بالشكر الجزيل، والتقدير الكبير وأنت لم تنتظر جزاءً ولاشكوراً فأنت تنطلق من مبدأ إسلامي ثابت عرفت أنت معانيه السامية وجهله آخرون، وجحده أمثالهم، والأسوأ منهما أولئك الذين يحسدونك فيما أتاك الله من فضله، فعيونهم ضاقت مناظرة ومراقبة، وصدورهم اتسعت حقداً وكراهية، وألسنتهم تهاجمك سخطاً وبغضاً لأمر لا ذنب لك فيه سوى أن الله حباك بهذه النعم المتوالية.
أيها الوطن الجميل لا تحزن على الرغم من تواصل حقدهم، أيها الوطن الباهي لا تيأس على الرغم من تزايد غلهم، أيها الوطن العظيم لا تجزع فرب الفلق معك في كل أيامك ولياليك ضد كل حاسد يحمل في عمق صدره البغض والكراهية والعداوة غير المبررة إلا أن الله رزقنا من واسع فضله سواء من جوف الأرض، أو من أعماق البحار، أو رزق من السماء وهؤلاء الحُسَّاد ياوطني في حقيقة أمرهم يعيشون في غم مستمر، ومصيبة بلا ثواب، ومذمة لا يُشكرون عليها، وألم في أجسادهم؛ نتيجة اعتلال نفوسهم فيصيبهم الاكتئاب الدائم وصولاً إلى السلوك العدواني المؤذي، وباختصار هؤلاء الحُسَّاد هم أعداء نعمة الله تعالى.
وهؤلاء الحُسَّاد ياوطني لا يعلمون عن ماضينا المرهق شيئاً، ولا بعظم معاناتنا المرهقة قديماً فعندما كان أجدادنا في شقاء وشظف من العيش، وعندما كانوا يجدون طعامهم في أول النهار، ولا يجدونه مع غروب الشمس، وعندما يجدونه في بداية المساء ولا يجدونه في مطلع الفجر، وأحياناً كثيرة بلا طعام ليل نهار لم يكن أحد يحمل همهم، أو حتّى يذكر معاناتهم وبعد أن أعزنا الله بالخيرات المنهمرة بلا منة تذكر، أو فضل من أحد فقد أصبحنا في قٓعْر أعينهم الضيقة، وعمق اهتماماتهم الساذجة، وشديد متابعاتهم السخيفة، وحديثهم الممل في كل الأحوال للأسف الشديد ..فزادهم الله حسرة وندامة وكآبة، وعلى أي حال وبكل حب ووفاء وإخلاص امض يا وطني العظيم وعين الله ترعاك، وكل عام وأنت بخير وأمن وأمان.