المقالات

مغامرات أرسين بلان والاتحاد

ربما الكثير ممن يعدون من أجيالنا يتذكرون أرسين لوبين، أو كما يُطلق عليه “اللص الظريف”. مع أن اللص حرامي أغبر، لا يملك شيئًا من اللطف والظرف. وسُمي كذلك لأنه – كما أراد له الكاتب موريس لوبلان – يسرق ليساعد الناس، وهي في الحقيقة حجة أقبح من ذنب. ولكن حديثنا الآن عن المدرب الكبير بلان، الذي يشارك موريس لوبلان في الأحرف الثلاثة الأخيرة من اسمه.

قبل كل شيء، نرفع العقال لرئيس النادي، الأستاذ الفاضل لؤي المشعبي، ولكل لاعب في النادي وللجهاز التدريبي. أما جمهور الاتحاد العظيم، فقد أتعبنا بعطائه وزخم تشجيعه وحضوره المتتالي، فلم نعد نجد كلمة ثناء تليق بما يقدمه، وأحسبه فوق الثناء، وهو خير من يستحقه وأهله. وتحية خاصة للرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد القدير، دومينجوس سواريز، الفارس المعلوم المجهول.

وعندما أنقل رسالتي هذه للمدرب بلان، أبلغه تحياتي، ولعله يحب أن يعرف من يتحدث إليه، فأقول له: لقد تشرفت بالإشراف على النادي، وبالذات فريق كرة القدم، لمدة ثماني سنوات متتالية. وقد اخترت أثناءها المدربين ديمتري، ويوردانيسكو، وكندنيو، وأوسكار. فتعاملي مع المدربين واختياري لهم قد يسمح لي بأن أتحدث عن وضع الفريق. ولا أدعي الفهم والإحاطة الفنية التي لا قبلها ولا بعدها، ولكن هو انطباع عام أرجو أن يصل إلى أذن صاغية. ولا شك أن هناك في الكواليس الفنية ما نجهله.

وبداية، أقول: “ما كل مرة تسلم الجرة”، ويبدو أن الجرّات التي سَلِمت أقل من التي تحطمت، والتي لم نرَها بالكوم إلا اليوم. الآن، يا مدربنا العزيز، لا بد من قراءة فنية أفضل لكل مباراة قادمة، فالفريق على المحك، وحان وقت الحسم والقطاف، أو – لا قدّر الله – التراجع. وأي خسارة لمباراة قد تكون هي مهر الدوري الذي لم يُدفع.

هناك الكثير من النقاد الذين قد يكون في ثنايا نقدهم أفكار تستحق الاعتبار. زد على ذلك، لا أعلم هل مساعدو المدرب – ومنهم حسن خليفة، وربما حمزة – لهم دور؟ هل هم “سكتم بكتم”، أم يقدمون وجهات نظرهم؟ وإذا كانوا لا يتكلمون، فهذه مسؤولية تنحّوا عنها.

نقدّر الجهد المبذول ورغبة المدرب وحماسه، ولا أحد يريد البطولة أكثر من المدرب، طبعًا بعد الجمهور العاشق. فالبطولات تحدٍّ شخصي وإرث رائع في ملف المدربين. وبالعودة إلى المباريات التي حُسمت “بالعافية” وعلى نياتكم تُرزقون، تتضح لكل عين بصيرة مكامن الضعف، وجزئيات قد تكون صغيرة، ولكنها حاسمة.

وللتذكير، مغامرات أرسين لوبين تكللت بالنجاح دائمًا لأن الكاتب موريس لوبلان والمخرجين “عاوزين كدا”، أما مغامراتكم، يا أستاذنا، فلا كاتب لها ولا مخرج!

وكلمة لكل لاعب، كنت أتمنى أن أقولها لهم شخصيًا، ولكن التزامات الفريق المتتالية قد لا تسمح باللقاءات، والموجودون فيهم البركة. أقول للاعبين: كلكم أسماء لها قيمتها، ولم يتم اختياركم إلا لهذا السبب. لقد نلتم حب هذا الجمهور العريض، الذي بذل وأعطى، وجعل للدوري قيمة مضافة… ألا يستحق هذا الجمهور المكافأة ورد الحب والتضحية بمثلهما؟ أيضًا، ألا تودون أن يُسجل اسمكم مقرونًا بالبطولات؟

الكثير من اللاعبين مروا على الفريق، ولكن بعضهم خرج ولم يعد له ذكر، لأن الاسم بدون بطولات سريع النسيان. عسى ولعل وربما وصلت الرسالة.

وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حياك الله ياحبيب كل الاتحادين ودورك فى النادى ومشاركتك مع الفريق لاتنسا وانا اعرف ذلك وكنت
    عن قرب معك ايام عمل المرور واعرف مدى حبك للعميد اتمنى واتمنى واتمنى ان تقوم بزيارة الفريق ولو الجلوس معهم لمدة خمسة عشر دقيقه
    لتحفيزهم وهم يعرفون من انت حتى نخرج من المأزق الذى نحن فيه واعصابنا التى تعبت من بعض المباريات هذا طلب يابومحمد
    اخوك عبدالله رقبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى