صمويل جونسون مفكر وأديب وشاعر وناقد إنجليزي بل إنه أشهر النقاد الإنجليز كما أنه عالم لغة متمكن وقد مكَّنته قدراته اللغوية من إنجاز أول قاموس للغة الإنجليزية أما في التعليم النظامي فقد اكتفى بالمرحلة الثانوية ثم اندفع ينهل من المعارف بشغفٍ لا يعتريه الفتور فكَوَّن ذاته تكوينا باذخًا ارتقى به إلى أعلى مكانة ومثلما عبَّر البروفيسور هيرفور في البحث الذي كتبه بعنوان (الكلاسيكية في الأدب والفن) حيث يقول:
(( كان صمويل جونسون يسيطر على عالم الفكر في عصره وكان لما يقوله في شؤون الأدب قوة الأوامر الامبراطورية))
ويقول عنه مؤلف كتاب فن التفكير: ((جونسون كان متحدثًا بارعًا من طراز رفيع غير مألوف)) أما ويل ديورانت فيخصه بفصل مطول في الجزء ٤١ من قصة الحضارة فيقول: ((صموئيل جونسون كان نسيج وحده وطابَعه فريد)) ويقول: ((إن قاموس جونسون حدَّد قمةً وخطًّا فاصلا في أدب القرن الثامن عشر كما حدَّدت موسوعة ديدرو قمةَ ونقطة تحوُّل في أدب فرنسا))
ويقول ديورانت: ((لقد لقي إنجاز جونسون العظيم التقدير خارج وطنه فأهدته الأكاديمية الفرنسية نسخة من قاموسها كما أهدته فلورنسة قاموسها وقد وضع القاموس جونسون في قمة المؤلفين الإنجليز إن جونسون قد اكتسب سلطان الحَكَم الذي لا يُرَدُّ له حُكْم في الأدب الإنجليزي))
ولجونسون كتاب في النقد عن (العظماء) وكتاب آخر عن (الشعراء) وكان يؤمن بأن الكفايات لا تولد مع الفرد وكان يقول: ((الكفاية تصعد ببطء)) فعلى من يسعى لتكوين ذاته تكوينا عاليا أن لا يستبطئ النتائج وإنما عليه أن يكدح وينمي ملكاته بمنتهى الإصرار والصبر والمتابعة ……
حين أقرأ سيرته أجد تشابهًا كبيرا بينه وبين الأديب الأشهر عباس محمود العقاد فهو شديد الاعتداد بنفسه كما هو شأن العقاد ومثلما اكتفى هو بالمرحلة الثانوية فإن العقا قد اكتفى من التعليم النظامي بالرحلة الإبتدائية فقط ….
وقد ارتبط به كاتب سيرته (جيمس بوزويل) فقد كان ملازما له خصوصا في آخر حياته وكتب عنه أشهر سيرة في تاريخ الأدب العالمي ……
يوجد كتاب مترجم حديثًا بعنوان (النادي) وهو تجمع أدبي كان يجمع ثلة من المفكرين والنقاد والأدباء بالإضافة إلى جونسون وبوزويل كان منهم جيبون وإدمون بيرك وآدم سميث ……
