المقالات

(أبو خضران) في مسلسل الزافر .. الزهراني بكاريزما متفردة يسير واثق الخطوة

الظهور الذي بدا عليه الفنان محمد علي الزهراني، من خلال دوره في مسلسل “الزافر”، شدني لأن أستعيد معه بعض الذكريات، فقد التقينا معا كصحفيين في جريدة المدينة أيام رئاسة الأستاذ عبد الله الحصين، حيث كان محمد وقتها يعمل في صحافيًا بقسم الفن، وأنا بالمحليات.
ومن خلال اقترابي منه رأيت فيه فنانًا في ثياب صحفي، وصحفي في ثياب فنان، ما يؤكد في واقع الأمر شغفه، وهذه من الحالات القليلة أن تكون لديك موهبة فنان وأنت في ذات الوقت تعمل في صحافيًا في نفس التخصص، وهي الحالة التي نادى بها غير أحد، في أن النجاح يكون أقرب في حالة كهذه.
ولأن الفنان محمد، رجلًا عصاميًا وممن يستشرف الأفق البعيد، فقد ظل يطارد حلمه، فقد بقي يبنى نفسه بنفسه، وكون له كاريزما خاصه به، ولعل من اللافت أنه بدأ عمله صحفيا في عكاظ في عام 1406هـ في قسم الرياضة، ثم ما لبث أن تحول من الرياضة إلى الفن، وعمل مع عدد من المحررين الفنيين بعكاظ، ومنهم علي فقندش وعابد هاشم.
ثم بعد ذلك انتقل إلى جريدة المدينة لأربع سنوات محررا صحفيا في مجال الفن، وأجرى لقاءات صحفية مع العديد من الفنانين الكبار، أمثال طلال مداح وعبادي الجوهر ومحمد عمر وآخرون، وكان له صفحتين أسبوعيا في ملحق الأربعاء الذي أشرف عليه حينها، محمد عبد الستار ومحمد باجنيد، ثم تلقى بعد ذلك عرضا من الأستاذ قينان الغامدي عندما ترأس صحيفة البلاد، وانتقل ليعمل هناك رئيسا لقسم الفن في جريدة البلاد، ثم بعد ذلك في مجله اقرأ.
هذا الفنان الموهوب الشغوف عندما شعر ان لديه بذره لابد أن يرعاها وينميها كممثل قادم للساحة، وأن الوقت قد حان بالفعل، فقد تفرغ للفن تماما، وكانت بدايته في مسلسل اجتماعي عام 1407هـ، مع الفنان محمد بخش، كان عنوان المسلسل “أبو حمدان في رمضان”، وقبله قدم مسلسلًا على 10 حلقات مع بعض الشباب الممثلين الصاعدين، في عمل فني كان عنوانه “صوموا تصحوا”.
ثم بعد ذلك انتقل إلى محطة قنوات “ART” في العام 1996 بدعوة من د. عبدالعزيز النهاري، وعمل في العلاقات العامة، بعدها ترقى إلى مدير العلاقات العامة، ثم بعد ذلك عاد إلى الفن مشاركا في مسلسل طاش ما طاش في 10 أجزاء، وعمل أيضا في مسلسل “أنا صائم” مع فايز المالكي وحسن عسيري … وبعدها في “مسلسل قلوب من دون ورق” مع محمد الحجي وحسين عسيري وعمر الديني.
.
طفرة نوعية
لكن ثمة قصة وطفرة جديدة في تجربة الفنان محمد الزهراني، والتي نراها نقلة نوعية وفنية ملحوظة، فيما بين “الزافر” ومحمد …. فما قصة الفنان الطموح محمد الزهراني مع مسلسل “الزافر” الذي يعرض في رمصان الحالي 2025 …؟.
بالنسبة لمسلسل “الزافر”، فقد كان للفنان محمد الزهراني دورًا محوريًا، حيث أسند له دور شخصية (أبو خضران) بكل فعلها وتفاعلها وصراعها، وكيف مضت الحبكة معه في المسلسل حتى ضياع “الجنبية” في ظهور متوالٍ في مسلسل “الزافر” حتى الحلقة 22…. وبعدها موت صاحب الشخصية في المسلسل، لكن ظلت ذكراه مدار حديث في ثنايا الحلقات التي جاءت بعد ذلك…
وهو المسلسل الذي يتناول قضايا اجتماعية تاريخية لحقبة زمنية يتقادم عهدها إلى أكثر من 200 عام قبل يومنا هذا، وكان للمثل الفنان محمد الزهراني دورًا مهمًا في هذا المسلسل أظهر فيه قدراته ومواهبه وخلاصة تجربته.
أيضا …. كان له دورًا لوجستيًا مهمًا ومؤثرًا، فهو الذي اقترح على أركان المسلسل أين يكون مكان التصوير، في جنوب المملكة، حيث الطبيعة الجميلة التي قدمت تغذية بصرية مساندة ومهمة للمسلسل، في مناطق تراثية وأثرية، ومواقع خضراء تزخر بأوديها وأشجارها وبمياه جارية وبيوت أثرية مبنية أحجار المنطقة نفسها، وتم بالفعل تصوير حلقات ذلك المسلسل الدرامي في عدة مواقع منها: قرية عويرة وفي تهامة ووادي ظرك، وفي قرية ذي عين الأثرية، وفي قصر برقوش، وفي قرية الموسى الأثرية.
الفنان محمد الزهراني ما زال يطارد حلمه بشغف، ويضع أقدامه بثبات في أماكن أكثر صلابة، بعد تجربة تراكمية سخرها لإثراء محتواه الشخصي، ومحتوى كل عمل فني درامي يشارك فيه، بكاريزما تمثله، في تفرد غير مستنسخ، طامحًا لبلوغ أفق آخر في كل مرة، ضمن تجربته مع الدراما المحلية، كيما تكون له بصمته الخاصة.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى