
كتب: أحمد كمال
تواصلت فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي في الرياض، الذي انطلقت أعماله يوم الإثنين الموافق 8 إبريل 2025، برعاية مشتركة من وزارة الرياضة ووزارة الاستثمار، وسط حضور نخبة من المتخصصين والمهتمين بمجالي الرياضة والاستثمار، ما يعكس الاهتمام الوطني المتزايد بتمكين القطاع الرياضي وتحويله إلى رافد اقتصادي مستدام.
وشهد اليوم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، ما يُجسّد دعم القيادة الرشيدة لتمكين القطاع الرياضي، ويؤكد عزم المملكة على بناء مستقبل استثماري واعد في المجال الرياضي.
الصناديق الاستثمارية والتمويل في القطاع الرياضي
وبدأ اليوم الثاني بجلسة حوارية مميزة تحت عنوان “الصناديق الاستثمارية والتمويل في القطاع الرياضي”، حيث ناقش المشاركون آليات تعزيز التمويل الرياضي من خلال أدوات الاستثمار المختلفة، مع تسليط الضوء على التحديات والمخاطر التي تواجه هذه الصناديق، وآفاقها المستقبلية.
وشارك في الجلسة كل من:
* عبد الله غنام، وكيل التمويل والاستثمار في هيئة السوق المالية.
* أحمد إمام، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة يوني فان.
وتناولت النقاشات أهمية تنوع الصناديق الاستثمارية، ودورها الحيوي في دعم وتطوير المشاريع والأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى أهمية التكيف مع الحراك السريع في السوق ومواكبة التوجهات القادمة.
تنمية القيمة السوقية للأندية الرياضية
وفي جلسة أخرى بعنوان “تنمية القيمة السوقية للأندية الرياضية”، ناقش الخبراء التحول الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية على مستوى الجودة والاحترافية، مما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمارات الدولية، وشارك في هذه الجلسة كل من:
* ستيف كالسادا، الرئيس التنفيذي لنادي الهلال.
* فرناندو روي هييرو، الرئيس التنفيذي للتسويق والفعاليات في نادي النصر.
* روبين بوترس، شريك وقائد الاستراتيجية والمعاملات في شركة ديلويت الشرق الأوسط.
وتناولت الجلسة عدة نقاط مثل جودة الدوري السعودي ومكانته التنافسية العالية، الاستثمار في المواهب الشابة ودور الأندية السعودية في تطويرها، أهمية الشراكات الدولية في تعزيز البنية التحتية الرياضية، وأخيرًا دور استضافة كأس العالم 2034 في خلق بيئة خصبة للاستثمار الرياضي.
التخصيص وتنويع الاستثمارات
وفي جلسة “تنويع الاستثمارات وتخصيص الأصول في صناعة الرياضة”، أعلن بدر الجريسي، مدير عام الإدارة العامة للاستثمار المكلف بوزارة الرياضة، عن جاهزية 170 نادياً للتخصيص، مشيراً إلى قرب إعلان دفعات جديدة من الأندية ضمن برنامج خصخصة الأندية.
مؤكدًا أن الخصخصة ستُسهم في تطوير الدوري وزيادة التنافسية، وأن يجب التركيز على الاستدامة الفنية والمالية أكثر من مجرد العروض المالية، وأن إدراج أربعة أندية في صندوق الاستثمارات العامة فتح آفاقاً جديدة للقطاع الخاص، ومشددًا على أن الخصخصة تشمل الأندية، الملاعب، والعقارات، كنماذج مختلفة للتمكين
الرياضات النوعية كفرص استثمارية واعدة
خالد السويدان، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، تحدث عن النجاحات التي حققتها المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية في استضافة أبرز الفعاليات العالمية مثل:
* فورمولا 1
* فورمولا إي
* رالي داكار
وأكد أن هذه الإنجازات نتاج استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتدريب، مشيراً إلى طموحات المملكة في جعل الفعاليات المقامة بها جاذبة إقليميًا. وأكد أن القدية ستكون الوجهة القادمة لاستضافة الفورمولا 1 بين عامي 2028 و2029.
كما أشار إلى إنجاز البطل يزيد الراجحي بفوزه في “رالي داكار” على أرض الوطن، ما يعزز الطموح لرؤية مواهب سعودية في “فورمولا 1” وغيرها من رياضات المحركات.
نموذج ناجح لتخصيص الأندية: نادي العُلا
و استعرض طارق خليفة، نائب الرئيس التنفيذي لنادي العُلا، تجربة النادي بعد تخصيصه، مؤكدًا أنهم أصبحوا مسؤولين عن الجوانب المالية والتجارية والاحترافية للنادي. وأضاف أن النادي قد تجاوز دوري الدرجة الثالثة وتأهل إلى دوري الدرجة الأولى، مع السعي لتحقيق الهدف المستقبلي وهو الصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين. وأوضح خليفة أن استراتيجية النادي تعتمد على التوقيع مع لاعبين محترفين وجذب الرعاة، بالإضافة إلى تفعيل 25 رياضة مختلفة، بمشاركة أكثر من 1000 لاعب ولاعبة في مختلف الفئات العمرية. وأكد في حديثه أن النادي يعمل على تسويقه كجزء من مدينة العُلا، التي تُعتبر وجهة سياحية رئيسية.
ختام اليوم الثاني: رؤية متكاملة لمستقبل رياضي مزدهر
واختُتمت جلسات اليوم الثاني من منتدى الاستثمار الرياضي بتأكيد المشاركين على أهمية التكامل والتعاون بين المستثمرين والجهات الرياضية لضمان تحقيق نمو مستدام في القطاع. وأجمعوا على أن الاستثمارات الحالية والخصخصة والشراكات الدولية ستسهم في تحويل الرياضة السعودية إلى رافد اقتصادي بارز ومصدر فخر وطني على الساحة الدولية.