من الطرائف المتداولة في الوسط الإعلامي والرياضي السعودي، تلك المقولة التي تتكرر كلما تعثر الهلال في مباراة أو اثنتين: “الهلال بحاجة إلى صدمة!”، وكأن هذا الكيان العريق، صاحب البطولات والإنجازات القارية والعالمية، يحتاج إلى هزّة كي يعود!
الغريب أن مثل هذه العبارات تُقال في وقت يعيش فيه “الزعيم” واحدة من أفضل فتراته الفنية تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجيجيسوس، الذي قاد الفريق إلى تحقيق أرقام قياسية على جميع المستويات: محليًا في دوري روشن، وقاريًا في دوري أبطال آسيا، ودوليًا بكون الهلال وصيفًا لأندية العالم في بطولة كأس العالم للأندية.
ولعل الذاكرة القريبة تحمل لنا مشهدًا مشابهًا، حينما شارك الهلال في كأس العالم للأندية وسط كومة من الإحباط وضعف في الآمال، بسبب عقوبة منعه من التسجيل، في الوقت الذي كانت فيه الجماهير ترغب في تغيير بعض العناصر، إلا أن إدارة بن نافل تعاملت مع الواقع بحكمة وجددت الثقة في المجموعة الموجودة، فكان الرد على أرض الملعب بتحقيق إنجاز تاريخي تمثل في وصافة البطولة، وسط إشادة عالمية بالأداء الذي قدمه الفريق، وأذهل عشاق المستديرة.
لا شك أن لكل فريق فترات تراجع أو مباريات لا يكون فيها في أفضل حالاته، وهذا طبيعي في عالم كرة القدم. لكن أن تُطرح فكرة إقالة المدرب أو التشكيك في كفاءته لمجرد تعادل أو خسارة، فهذا خروج عن منطقية التحليل الموضوعي، ومبالغة في ردة الفعل الجماهيرية التي قد تنساق خلف العاطفة قبل الرؤية الفنية.
أثق تمامًا في رجاحة عقل الرئيس فهد بن نافل، وفي قدرته على التوازن بين صوت المدرج ومصلحة الفريق الفنية. فالمناشدات على منصات التواصل، حتى وإن بلغت مليون تغريدة، لا يمكن أن تكون معيارًا لاتخاذ قرار بحجم إقالة مدرب ناجح يقود الفريق بثبات نحو منصات التتويج.
الهلال اليوم في قلب المنافسة على لقب الدوري، وتأهل إلى نخبة القارة الآسيوية، ويملك كتيبة من النجوم قادرة على قلب الموازين في أي لحظة. فهل حقًا يحتاج إلى “صدمة”، أم أن بعض الأصوات تحتاج إلى قليل من التأني قبل إطلاق الأحكام؟
ختامًًا، الأندية لا تُدار بالعاطفة، بل بالحكمة والنتائج، والهلال معجيسوس حتى الآن يُثبت أنه على الطريق الصحيح، حتى وإن تلقى خسارة في مباراة مثل الكلاسيكو أمام النصر، فالحكم لا يكون بلحظة، بل بمسار موسم كامل.