صدرت مؤخرا رواية للأديبة الدكتورة، مرفت سعد
بعنوان / “صنهات في مهمة”.
تأخذنا الرواية إلى منطقة أدبية تجمع بين الواقعية السحرية والفانتازيا، وتقدم لنا عالمًا روائيًا يتماس فيه عالم الجن بعالم الإنس.
عالم روائي متقن وشخصيات محورية
هذه الثنائية تخلق ديناميكية سردية مميزة، وتثري الأحداث والصراعات في الرواية.
تتناول الكاتبة هذه الصداقة الغرائبية كقيمة تستحق الاهتمام، وتغوص في منعطفاتها… بشيء من التفصيل، وتعرج على التحديات التي تواجهها، والاختلافات الثقافية والاجتماعية بين العالمين، وتوظفها لإيصال رسائل قيمية بشكل ايحائي باقتدار، وتلكم مهمة الأدب العظيم.
الرواية تمسك بالقارئ، وتضطره إلى المتابعة من خلال التشويق المخدوم والإثارة الحرفية في الأحداث
بدءًا من لقاء بندر بصنهات، ثم تطور العلاقة بينهما، وصولًا إلى الأحداث اللاحقة التي تتخلل الرواية.
وتحافظ الكاتبة على وتيرة سردية تجذب القارئ وتدفعه لمتابعة الأحداث بشغف.
والرواية لم تخلو أيضا من جانب الكوميديا الساخرة والمناعة.
تقمص وذهاب صنهات إلى العمل بديلا عن بندر… نموذجا.
اللغة والأسلوب…
تستخدم الكاتبة الحوار بشكل فعال لتطوير الشخصيات وتقديم المعلومات، مع تنويع في الأسلوب بين الوصف والسرد والحوار.
نقاط قوة الرواية:
* الخيال والإبداع: تبرز الرواية بقدرة الكاتبة على الخيال والإبداع في خلق عالم روائي فريد وشخصيات غير نمطية.
* التشويق والإثارة:
تحافظ الرواية على عنصر التشويق والإثارة من خلال تتابع الأحداث وتطورها المثير.
الشخصيات المحورية:
تقدم الرواية شخصيات محورية آسرة، وتطورها بشكل منطقي خلال الأحداث.
اللغة والأسلوب: تتميز لغة الرواية بالوضوح والسلاسة، مع قدرة على التصوير الفني.
جوانب يمكن اعتبارها نقاط ضعف:
التفاصيل الجزئية: في بعض الأحيان، يمكن اعتبار الإسهاب في بعض التفاصيل الجزئية للأحداث أو الحوارات مطولًا بعض الشيء، مما قد يبطئ وتيرة السرد في بعض المواضع.
النمطية: على الرغم من أن الرواية تبتعد عن النمطية في كثير من جوانبها، إلا أنها قد تتضمن بعض الصور النمطية المتداولة عن الجن في بعض الأحيان.
أخيرا..
*(صنهات في مهمة)*، رواية تستحق القراءة والاحتفاء، وتدعونا إلى التفكير في عوالم أخرى، وقيم إنسانية سامية مثل الصداقة وقبول الآخر.
والرواية رغم أنها العمل الأول الكاتبة، ألا إنها متجاوزة تحديات وعثرات البدايات وتشي بمولد مبدعة متجاوزة.
