ارتبط مفهوم الفساد كمصطلح ثقافي بالفساد الإداري والمالي في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص مثل الرشوة والمتاجرة بالنفوذ وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع والتلاعب بالمال العام واختلاسه أو تبديده أو إساءة استعماله، وغسيل الأموال، والجرائم المحاسبية، والتزوير، وتزييف العملة، والغش التجاري…إلخ.
ومع أن تفشي فساد الأخلاق في أي مجتمع يعتبر من أخطر أنواع الفساد التي تهدم حضارة الأمم الا أن هذا الفساد وبما يشكله من خطر على أمن واستقرار وتماسك المجتمع لم يدرج في نظام هيئة مكافحة الفساد ، ولمشاهدة حجم ذلك الخطر فإن هاجس المتابع والمراقب الأمني لما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي يجد أن أعلى أعداد المتابعين واعلى أعداد المشاهدات والاعجاب تكون لمتابعة ومشاهدة صناع محتوى هدم المبادئ والقيم وفساد الاخلاق حيث انه كلما كان المحتوى مبتذلا وهداما ورخيص القيم كان أكثر جذبا لعدد المتابعين وأكثر إعجابا لعدد المشاهدات وأصبح المجتمع بغير وعي يدعم تلك الحسابات بالمتابعة والاعجاب وبالتالي تتلقفهم بعض الجهات التجارية وتنهال عليهم أعلى أجور الدعاية والاعلان فيشترك الجميع بدون قصد في دعم أخطر أنواع الفساد .
ومن يتعمق في متابعة ومراقبة حسابات أعداء القيم وما تبثه من محتوى مليء بالكذب والتزييف والخداع وجرئ على فساد الأخلاق يجد أن تلك الحسابات أصبحت مصدر للثراء الفاحش ولو على حساب ضرب الوطن في أغلى ثرواته من خلال إفساد أخلاق الاسرة والمجتمع مع ملاحظة أن حسابات بعض صناع المحتوى هم من المقيمين على ارض المملكة العربية السعودية.
ومن يتعمق في متابعة ومراقبة أسباب تفشي قضايا الفساد الإداري والمالي إنما يجدها بسبب فساد الاخلاق وبالتالي نجد أن استمرار تلك الحسابات الهدامة سيؤدي الى فساد المجتمع وبالتالي تزداد قضايا الفساد الإداري والمالي ويعتبر هذا الامر من مهددات امن الوطن واستقراره وكما قال الشاعر إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا ولذلك أقترح دراسة خلق علاقة تعاون رسمية بين هيئة مكافحة الفساد واللجنة الوطنية لصناع المحتوى بالمملكة العربية السعودية وكذلك دراسة صياغة وادراج اتفاقية تعاون مشترك في مكافحة الفساد الأخلاقي لصناع المحتوى الاعلامي لدول الخليج والعالم العربي من اجل احكام السيطرة على صناعة المحتوى العربي.
نسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا عزنا وفخرنا فبعزمهم وحزمهم نتصدى بعون الله لكل فاسد وكل عدو لدينه ووطنه ودولتنا الرشيدة وإن منحت البعض مساحة من الثقة والحرية إلا أنها إن غضبت حلمت وإن ضربت أوجعت والمثل يقول اتق شر الحليم اذا غضب ولا يظن أن من يعيش خارج الوطن من أبنائه ممن تنكروا له وأغرتهم الماديات أنهم في مأمن من الملاحقة القانونية الدولية مهما طال بهم الزمن ودام عز الوطن.

0