أهداني الزميل الإعلامي الأستاذ فريد مخلص، تسجيلاً للقاء جميل عمله في برنامجه الأسبوعي بعنوان (أبواب) مع الشاعر المصري الكبير “أحمد شفيق كامل” قبل سنوات، فاستعدت لياقتي لكتابة مقال عن هذا الدبلوماسي والشاعر الكبير.
وُلد شاعر العشق والثورة الدبلوماسي المصري “أحمد شفيق كامل” في التاسع من يونيو عام 1929م، في قرية مؤنسة إحدى قرى محافظة المنوفية شمال العاصمة المصرية القاهرة جنوب دلتا النيل، ويُعتبر واحداً من أهم وأبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، تُوفي عام 2008م، عن عمر يناهز 89 عاماً.
اشتهر “أحمد شفيق” بقصائده التي كانت دعماً للقضية الفلسطينية، فقد أعادته الانتفاضة الفلسطينية المسلحة عام 2000م للشعر مرة أخرى، بعد اعتزاله له لأكثر من عشرين عاماً، فكتب قصيدة “يوم القيامة قام”، و”خلي السلاح صاحي” التي غناها الفنان عبد الحليم حافظ من تلحين كمال الطويل، عقب قرار وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر عام 1973م، والتي كانت ختاماً لأغنياته الوطنية الخالدة بصوت عبد الحليم في الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي الماضي، وهي “وطني الأكبر” و”ذكريات” و”حكاية شعب” و”نشيد الثأر” وغيرها؛ وعن الفنان عبد الحليم حافظ، يقول: “إنه الأصدق في الأداء، متكامل في أحاسيسه، وهذا ما جعله صوت الثورة”.
وفي الغناء العاطفي كانت قصيدة “أنت عمري” التي غنتها أم كلثوم عام 1964م، واحدة من أجمل ما غنّت به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وقد جاءت بتعاون بين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم بعد قطيعة دامت عدة سنوات، وكان من المفترض أن يغني محمد عبد الوهاب أغنية “أنت عمري”، والتي ظلت لديه لمدة خمس سنوات، ولكن طلب الرئيس جمال عبد الناصر إعادة التعاون بينه وبين أم كلثوم، أثناء إحدى الحفلات، فكانت أغنية “أنت عمري”، هي بداية عودة التعاون بين أبرز فناني تلك الفترة: السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، شمل بعدها أغاني “أمل حياتي” و”الحب كله” و”ليلة حب”.
وعن سبب اعتزاله، يقول: “عرفت الشيخ محمد متولي الشعراوي، منذ أن كان يعمل أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وكنت حينها أعمل وزيراً مفوضاً بالسلك الدبلوماسي، بالسفارة المصرية بجدة، وضحك كثيراً عندما عرف أنني مؤلف أغنية “أنت عمري”، وتوطدت علاقتنا بعدها، وكنا نتزاور عائلياً، وفي عام 1983م، قبل أن أُحال إلى التقاعد من العمل الدبلوماسي، قال لي: “إيه رأيك يا أحمد، أنت غنيت كثير للدنيا؛ والآن اعمل للي أنت رايح له”، وقد كنت مستعداً لذلك، رغم معارضة الكثير من أصدقائي، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، وصديقي المذيع والإعلامي الكبير أحمد سعيد.

0