منتدى القصة

حنين.. قصة قصيرة

تناهى إلى مسامعها صوت الآذان، تناولت رُطيبةً وأردفتها بجرعة ماء.
لم تأبه لنواح معدتها الفارغة، ولا جفاف أوردتها ضمأً، شغلها ضمأ آخر، وشتت انتباهها نواحٌ آخر لا يسمع صداه غيرها..
تفقدت هاتفها مرارًا، بحثت على منصات التواصل التي يندر أن تتواصل فيها مع أحد، وتساءلت؛ أتراها تصوم الغد، أم تصلي صلاة العيد؟
كبّرت لتصلي المغرب، وقبيل سلامها ارتعش هاتفها الساكن بإشعارات منهمرة، لابد أن غدًا يوم عيد.
قُضيت الصلاة، وبدأت مفرقعات الجيران تصدر زعيقها المعتاد كل ليلة عيد. جلست في سكون بين تسابيح ما بعد الصلاة، وبين ذكريات تجتذبها غرقًا في أحلام يقظة إلى حيث أيام لم تعرف هذا السكون.
تنهدت، ونهضت إلى غرفتها، قلبت فساتينها القديمة، ليست ممن يعيرون الموضة اهتماما، وهو أمرٌ تشترك فيه مع دائرتها الاجتماعية الجديدة.
تذكرت كيف كانت تتنافس مع جميلات العائلة في بهاء الفساتين، وفي مواكبة أحدث صيحات الموضة، تبسمت لقيمة الأمر التي اختلفت لديها الآن, تكور الحنين في جوفها كغصةٍ لا تزول، حاولت ازدرادها برشفاتٍ من قهوتها الباردة بلا فائدة، فتكورت بدورها في فراشها، وتدثرت عن برد الحنين الذي هبّ هذه الليلة بريحٍ عاصفة مبعثرًا أشلاء الشعور ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى