المقالات

المملكة ومصر .. عماد الأمة العربية رغم أنف “طيور الظلام”

يحدثنا التاريخ أن الروابط التاريخية والاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قد شكلت أساس النظام الإقليمي العربي. منذ عهد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله-، حيث حافظ ملوك أرض الحرمين على الدوام – رغم بعض التوتر في العلاقات أحياناً- على علاقات قوية مع الشقيقة مصر.
لذا، ظلت مواقف المملكة ثابتة تجاه مصر باعتبار البلدين الشقيقين هما عماد هذه الأمة، إذ تتأسس ركائز هذه العلاقات التاريخية والاستراتيجية على ما يلي:
– إن التاريخ المشترك بين البلدين الشقيقين، والقائم على وحدة الدين والنصرة في الحق، ليس صفحة عابرة يمكن لكائن من كان أن يعبث بها.
– إن علاقات الشقيقتين تمثل لكل منهما أولوية لا تقبل الجدل أو التشكيك أو المساومة عليها، ولا يمكن السماح لأي فعل أن يلغيها أو يهمشها.
– إن العلاقات بين البلدين الشقيقين تقوم – في حال تباين المواقف- الخلاف على أساس العتاب الذي لا يفسد للود قضية، لا على أساس الخصومة، كما أن “العتاب المحمود” بينهما يكون عبارة عن باب واسع تدخل منه نسمات العقلانية والوعي فاتحيّن المجال لفك أي التباس قد يشوب علاقتهما التاريخية والاستراتيجية، وهو ما يعكس الرشد الواثق الذي يجمعهما.
– إن كلا الشقيقتين يحملان لبعضهما البعض مكانة كبيرة وحب متأصل يصعب تكرارهما في العلاقات الدولية بين بلدين آخرين، وهو الأمر الذي يرسخ “العروة الوثقى” بين الشقيقتين على مدار التاريخ.
وما سبق يمثل “حقيقة تاريخية” لا تقبل الجدل، أردنا التأكيد عليها قبل النفاذ إلى توضيح: لماذا نؤكد الأن على هذه الحقيقة التاريخية؟.. والإجابة تتلخص في وجود مجموعة من “طيور الظلام” تكن أشد أنواع العداء للبلدين الشقيقين، ويسوءها كثيراً أن تظل علاقتهما التاريخية في ذروة تألقها، لا سيما مع تمتعهما بوحدة المواقف ربما إلى درجة التطابق فيما يخص شؤون وشجون الأمة العربية في عالم شديد التعقيد، ولا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. قضية العرب المركزية الأولى.. والتي تبذل كلاً من المملكة ومصر أقصى الجهود من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المهضومة منذ أكثر من ثلاثة أرباع القرن.
وقد تحركت آليات “طيور الظلام” – من التنظيمات والحركات المستترة والظاهرة والمدعومة من أجهزرة مخابرات معادية- في محاولات مستمرة لتعكير صفو العلاقة التاريخية بين الشقيقتين باستخدام أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الماجورة، وهي محاولات يائسة لم تستطع تحقيق مبتغاها نظراً لحكمة قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين في كشف مخططات هذه الفئات المأجورة من “طيور الظلام”، وكأني اسمع القيادتين والشعبين الشقيقين يقولان لهؤلاء المرتزقة المأجورين: “موتوا بغيظكم، فلن يفت في عضدنا محاولاتكم القذرة، فالمملكة ومصر:مصير واحد، ودم واحد، وتاريخ مشترك، ومستقبل واعد ومضئ بفضل الله – تعالى-، تحرسه إرادة صلبة كالجبال”.
وأخيراً.. أتوجه إلى قيادتي البلدين الرشيدتين.. خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، والرئيس عبد الفتاح السيسي: حفظكم الله وسدد خطاكم، إنه نعم المولى ونعم النصير.

وليد خالد علوي

مدير البريد السعودي (سبل) بالعاصمة المقدسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى