المملكة العربية السعودية، بحمد الله، تواصل تأكيد مكانتها كواحةٍ آمنة مستقرة، وكمثال يُحتذى به في حفظ الأمن وصون الاستقرار، وذلك بفضل القيادة الحكيمة، ويقظة رجال الأمن، وجهودهم المضنية التي تستحق الإشادة والتقدير. فمنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ والمملكة تجعل من الأمن أولوية كبرى، وركيزة أساسية لبناء الدولة، وتحقيق التنمية الشاملة.
إن ما تنعم به المملكة ولله الحمد من أمن وأمان لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل دؤوب وتخطيط دقيق، تقوم به الأجهزة الأمنية بكافة قطاعاتها، وفي مقدمتها وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة، التي تبذل جهوداً مشهودة في حماية الوطن من كل تهديد داخلي أو خارجي. وقد نجحت هذه الجهات في تنفيذ العديد من العمليات الاستباقية التي حالت دون وقوع مخاطر جسيمة، وأحبطت محاولات استهدفت أمن البلاد واستقرارها، مما يعكس احترافية الأجهزة، وكفاءة رجال الأمن، ويؤكد أن للمملكة عيناً ساهرة، ويَداً ضاربة، لا تتهاون مع كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن.وقد برهنت هذه النجاحات الأمنية على نضج المنظومة الأمنية السعودية، وقدرتها على التحديث والتطور بما يتواكب مع التحديات الجديدة، من خلال الاستثمار في التقنية، والتدريب المتقدم، والتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وفي مقابل هذا الحزم في حماية الأمن، تتجلى في المملكة صورة إنسانية مضيئة، تؤكد أن الأمن لا ينفصل عن الرحمة، وأن الدولة القوية بأمنها هي أيضاً قوية بإنسانيتها وعطائها. وقد جسّدت المملكة هذا المفهوم من خلال دعمها المتواصل للأعمال الخيرية والإغاثية على مستوى العالم، عبر مؤسسات رائدة، يأتي في مقدمتها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
حيث يُعد هذا المركز ترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة الرشيدة، وامتداداً لسياسة المملكة الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعوب المحتاجة، والمتضررة من الحروب أو الكوارث الطبيعية، دون تمييز على أساس دين أو عرق أو جنسية. وقد نفذ المركز منذ إنشائه آلاف البرامج والمبادرات، شملت مجالات الصحة، والتعليم، والإيواء، والغذاء، والرعاية، في أكثر من 90 دولة حول العالم، مما جعله نموذجاً للعمل الإنساني المؤسسي، ومرجعاً في مجال الاستجابة السريعة للمحن الإنسانية.
إن المملكة العربية السعودية تجمع بين الحزم والرحمة، بين الأمن والعطاء، بين قوة الردع ونعومة التأثير، وهي بذلك ترسم صورة متكاملة لدولة راسخة، ثابتة المبادئ، متوازنة في سياستها، مخلصة في خدمتها لوطنها وأمتها والإنسانية جمعاء.
وختاماً، فإن ما تحققه المملكة من أمن داخلي وريادة إنسانية ليس فقط مدعاة للفخر، بل مسؤولية تحتم مواصلة البناء، وتعزيز اللحمة الوطنية، والتمسك بالقيم التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، لتظل كما أرادها مؤسسها، دولة أمنٍ وإيمان، وعطاءٍ وإحسان.
•أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود