مرة أخرى حرّك الشجون، الزميل الإعلامي فريد مخلص، بتغريدته عن الفنان “عبد الله محمد”، عندما قدّمه في حفل تكريم فريق الاتحاد لكرة القدم بمدينة الطائف قبل حوالي خمسة عقود، وأغنيته في الحفل بعنوان “أنت العميد.. أنت العنيد”، من ألحانه، وكلمات الشاعر “إبراهيم خفاجي”.
الأستاذ “إبراهيم خفاجي”، يُعتبر أحد كبار الشعراء العرب والسعوديين، لُقّب بعدة ألقاب أبرزها شاعر مكة نسبة لبلدته التي وُلِد فيها، وشاعر الوطن، وشاعر الهلال لميوله الهلالية المعروفة الذي شارك في تأسيسه، وله قصيدة في فريق الهلال، يقول في مطلعها: “إذا لعب الهلال فخبّروني.. فإن الفن منبعه الهلال”.
وُلد “الخفاجي” في مكة عام 1929م، بحي “سوق الليل”، ودرس في مدارس الفلاح، ثم مدرسة دار العلوم، وبعدها دخل مدرسة اللاسلكي، التي تخرج فيها عام 1944م.
عمل مأمور لاسلكي، ثم في الإذاعة عام 1953م، فوزارة الصحة التي ابتعثته عام 1962م للدراسة بمصر، إلى أن طلب إحالته للتقاعد عام 1970م، وتوفي عام 2017م، عن عمر يناهز 91 عاماً.
له مشوار مميز مع الأغنية السعودية، حيث أسهم بدور بارز في تطويرها وانتشارها، كتب العديد من النصوص التي تربعت على قمة هرم الأغنية السعودية، كان أول نص غنائي له من تلحين الموسيقار “طارق عبد الحكيم”، عام 1945م “يا ناعس الجفن”.
كتب “خفاجي” لأبرز الفنانين السعوديين كطلال مداح، ومن أشهر أعمالهما معاً أغنية “تصدق ولا أحلفلك” و”على شانه”، و”كأنك منت عارفني”، كما تعاون مع الفنان محمد عبده في أغانٍ كثيرة، من أشهرها “أشوفك كل يوم” و”لنا الله” و”ما في داعي” و”إنت محبوبي” و”ظبي الجنوب”.
كما غنّى من كلماته الكثير من الفنانين العرب، منهم: صباح، وسميرة توفيق، وكارم محمود، ومحمد قنديل، وشريفة فاضل، وهيام يونس، وغيرهم.
ومن أهم أعماله الوطنية كتابته للنشيد الوطني السعودي، حول ذلك يقول الخفاجي: “جاءت فكرة كتابة النشيد الوطني أثناء زيارة رسمية إلى مصر قام بها الملك خالد -رحمه الله- وأثناء استقباله في المطار من قبل الرئيس السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فطلب من وزير الإعلام كتابة نشيد وطني سعودي، فاقترح الأمير عبد الله الفيصل تكليفي بذلك”.
كان آخر إنتاج فني له هو أوبريت الجنادرية “عرائس المملكة”، في عام 1996م، بعد أن استغرق إعداده ثمانية أشهر؛ وبعدها قرر اعتزال كتابة الأغاني.
نال الكثير من الجوائز منها جائزة هيئة الإذاعة البريطانية لأفضل أغنية في فترة السبعينات الميلادية، عن أغنيته “أشقر وشعره ذهب”.
حصل في عام 1985م على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى مع البراءة الخاصة من الملك فهد بن عبد العزيز تقديراً لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني السعودي، كما كُرّم في عام 2013م، بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.