الرياضية

هل يعتزل بطل داكار؟ حادث يزيد الراجحي يثير التساؤلات حول مستقبله الرياضي

أثار الحادث المؤسف الذي تعرّض له بطل الراليات السعودي يزيد الراجحي، خلال المرحلة الأخيرة من “رالي باها الأردن”، موجة من التساؤلات حول مستقبله في عالم رياضة المحركات، في ظل إصابة خطيرة في الظهر قد تغيّر مسار مسيرته الرياضية، وربما تدفعه للتفكير جديًا في قرار الاعتزال.

وفي التفاصيل، تعرّض الراجحي لحادث انقلاب عنيف أثناء محاولته تفادي عقبات مفاجئة على مسار الرالي، ما أدى إلى إصابته بكسرين في فقرات الظهر، كما أصيب ملاحه الألماني تيمو غوتشالك بأربعة كسور، وتم نقلهما مباشرة بطائرة طبية تابعة لسلاح الجو الأردني إلى المستشفى، قبل أن يتم ترحيلهما إلى الرياض لمتابعة العلاج.

وأكد مدير سباق رالي باها الأردن، السيد جورج خوري، أن الحادث وقع خارج المسار المحدد بسبب محاولة الراجحي تفادي الخطر، مشيدًا بردة فعله الإيجابية وتعليقاته المتزنة بعد الحادث، والتي تعكس حجم الوعي والروح الرياضية التي يتمتع بها.

من جانبه، أصدر فريق “Yazeed Racing” بيانًا أكد فيه استقرار الحالة الصحية لكل من الراجحي وملاحه، موضحًا أن الفريق الطبي تدخل بسرعة واحترافية، وتم تجهيز طائرة خاصة لنقل المصابين إلى العاصمة السعودية “الرياض”.

ورغم طمأنة الراجحي لجمهوره من خلال منشور عبر منصاته الرسمية، إلا أن حجم الإصابة، وكونه ينتمي إلى واحدة من أكثر العائلات ثراءً ونفوذًا في المملكة، يعيد فتح النقاش حول إمكانية اتخاذه قرارًا بالابتعاد عن سباقات الرالي، حفاظًا على صحته ومستقبله الشخصي، خصوصًا في ظل الإنجازات الكبيرة التي حققها خلال مشواره الممتد لأكثر من 15 عامًا.

ويعد يزيد الراجحي، من أبرز الأسماء في تاريخ رياضة المحركات السعودية والعربية، وهو رجل أعمال ينتمي لعائلة الراجحي، التي أسست مصرف الراجحي – أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم. وقد جمع بين العمل المؤسسي والاحتراف الرياضي، حيث أسس فريقه الخاص للسباقات عام 2007، وشارك في عدد من البطولات العالمية، أبرزها بطولة العالم للراليات (WRC2)، وكأس العالم للراليات الصحراوية (كروس كانتري)، بالإضافة إلى رالي داكار، الذي فاز بلقبه عام 2025.

الراجحي، الذي بدأ مسيرته المهنية في سن مبكرة، تولى عدة مناصب قيادية في شركات عائلته، وكان دائمًا نموذجًا للجمع بين الشغف الرياضي والنجاح العملي. واليوم، بعد حادثه الأخير، يجد نفسه أمام مفترق طرق: إما الاستمرار رغم المخاطر، أو اتخاذ قرار بالاعتزال حفاظًا على سلامته، لا سيما وأنه يملك من الاستقرار المادي والعائلي ما يتيح له ذلك دون ضغوط.

ويبقى القرار النهائي بيد يزيد الراجحي، الذي لطالما عرف بقدرته على تجاوز الصعاب، غير أن هذه المرة، يبدو التحدي مختلفًا، وربما الأهم في مسيرته، ليس على المسار… بل في حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى