في كل مكان… قريب أو بعيد…
من بيتي، من الحي الذي أسكن فيه، من الأحياء المجاورة، من مدينتي، من المدن الأخرى، من كل أرجاء المملكة…
مرّ محمد بن سلمان من هنا.
لم يمر بجسده، بل مرّ برؤيته، بخطته، بعمله، بلمساته التي أصبحت ماثلة أمام أعين الجميع.
رؤية واضحة، وتخطيط عبقري، وإلهام أصبح يتجسّد في كل مشروع، وكل تطوير، وكل لحظة فخر نعيشها اليوم.
محمد بن سلمان هو نعمة من الله لهذه البلاد، ولهذا الشعب.
ولعل أعظم ما سنحكيه لاحقًا:
“نحن عشنا في زمنه، وكان لنا شرف أن نكون شهودًا على هذه المعجزة.”
كلما خرجت من بيتي، سواء كنت مع أهلي أو أصدقائي أو جيراني، أجد نفسي أعلّق على شيء ما تغيّر في الشارع الذي أمام منزلنا. ربما محطة بنزين ظهرت فجأة، أو مطعم جديد افتُتح، أو كافيه بتصميم عصري، أو رصيف أُعيد ترتيبه، أو أشجار نبتت على امتداد الطريق في وقت قصير. التغيير هنا سريع جدًا، محسوس وواضح، وكأن الحي يعيد رسم ملامحه كل يوم.
ولا يتوقف الأمر عند لحظة خروجي من البيت، بل حتى عندما أغيب عن الأحياء المجاورة لبيتي لأسبوعين أو ثلاثة ثم أعود، أُفاجأ بتحولات أكبر: مولات فتحت أبوابها، محطات وقود جديدة، أرصفة بتصاميم حديثة، وحدائق خضراء أُنشئت بذوق جمالي مدهش.
أعيش هذا التغير كأنه تسارع زمني، وكأن المدينة قررت أن تسبق الوقت.
أما المشاريع الكبرى، فهي حديث آخر تمامًا. ما بين يو ووك جدة، أتيليه لافي، جدة بارك، ذا فيليج، الكورنيش، أبحر الجنوبية، جدة التاريخية وغيرها… تحوّلت هذه المواقع من مجرد أفكار أو مشاريع على الورق، إلى معالم بارزة نابضة بالحياة، بُنيت بأحدث الطرق، وزُيّنت بأجمل الطرازات، حتى غدت رمزًا للتطور والجمال في قلب المدينة.
ومع كل ذلك، هل سنقف عند هذا المد والتغيير؟
الإجابة: لا.
فتنتظرنا مشاريع ضخمة جدًا مثل إنشاء قناة مائية تحيط بنصف مدينة جدة، المشروع الذي سيضيف بُعدًا جماليًا وسياحيًا مدهشًا في قلب المدينة. ومعه، يكتمل المشهد بمشاريع نوعية تضيف للمملكة بُعدًا عالميًا، مثل مشروع وسط جدة، جدة تاون، وميناء جدة الجديد، أطول برج في العالم، وهذا كله في مدينة جدة فقط.
وبحكم عملي، كثيرًا ما أتنقل بين مدن المملكة المختلفة مثل أبها، وبريدة، وحائل، وتبوك. وكل مرة أزورها بعد فترة – ربما أربعة أو خمسة أشهر – أجد أن ملامحها قد تغيّرت بالكامل. مشاريع ضخمة، طرق أُعيد تخطيطها، أرصفة حديثة، تشجير متسارع، مولات جديدة، ومنشآت عمرانية تتسابق مع الزمن. وكأن كل مدينة تسابق الأخرى في التطور، وكأن المملكة كلها قررت أن تتغير دفعة واحدة، بسرعة لا يمكن اللحاق بها.
وحين نخرج من حدود جدة والمدن الأخرى، نصل إلى مشاريع الريادة العالمية: مشروع البحر الأحمر الذي وصفه البعض يومًا بأنه “وهم”، فإذا به اليوم حقيقة مبهرة للعالم بأسره، ومشروع القدية الذي يعيد تعريف مفهوم الترفيه، وحديقة الملك سلمان التي ستكون واحدة من أكبر الحدائق الحضرية في العالم، ونيوم التي ترسم ملامح المستقبل، ومشروع السدّة بعسير الذي يغيّر المشهد السياحي والبيئي في الجنوب بالكامل.
ومع كل هذا التحول، تقف المملكة على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة باحتضانها لاثنين من أعظم الأحداث العالمية: إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
هذان الحدثان ليسا مجرد مناسبتين رياضيتين وسياحيتين؛ بل هما تسارع في وتيرة التحول، ومفتاح لتغييرات ضخمة ستطال البنية التحتية، والخدمات، والهوية المعمارية، والنمو الاقتصادي والاجتماعي في كل أنحاء المملكة.
ولا يمكن أن نغفل ما تشهده الرياض، عاصمة الرؤية والطموح. فكما تتغير جدة والمدن الأخرى، تشهد الرياض تحولًا موازيًا بكل المقاييس: مشروع المسار الرياضي العملاق، مشروع مترو الرياض، مشروع بوليفارد وورلد، البوليفارد سيتي، ونخبة من المشاريع الترفيهية والثقافية والاقتصادية التي تعيد رسم العاصمة لتكون من أعظم مدن العالم.
لذلك تأكدت أني أرى محمد بن سلمان في كل مكان
بعمله، برؤيته، بواقعنا الجديد معه الذي تخطى الأزمان.
اليوم ما نشهده ليس مجرد تطوير، بل هو أمر أشبه بالمعجزة، بقيادة أمير شاب اسمه محمد بن سلمان.
نحن لا نتحدث فقط عن مشاريع، بل عن رؤية تبني وطنًا كان متقدمًا، فتحوّل إلى بلد تاريخي، من أفضل بلدان العالم، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق.
نحن نشهد عمر التاريخ وهو يُعاد كتابته، بنقلة تاريخية سريعة لا يمكن وصفها، ولا تخيلها، ولا حتى توقعها.
ونحن سعداء اليوم أننا نعيش هذه اللحظات الجميلة، لحظات فخر واعتزاز، ونتمنى بإذن الله أن نحكيها لأحفادنا يومًا ما، ونقول لهم:
“نحن كنّا هناك، وشهدنا التحول، وعشنا المعجزة”.