المقالات

الضجيج الإعلامي

‏تملأ الأفق الفيديوات والصور والأخبار الفارغة، وهذا الأمر بسبب كثرة مواقع التواصل الاجتماعي وتهافت النَّاس عليها، فحوَّلت الأشخاص العاديين إلى منصات إعلامية تستقى منها الأحداث وتذاع الأخبار.

‏لا أنكر الدور الإيجابي الذي تلعبه مواقع التواصل، من ناحية سرعة الوصول إلى المعلومة والأخبار وبعض الأحداث المهمة، التي تنقلها عدسات المصورين عبر حساباتهم الشخصية، لكن في الجانب الآخر أحدث كثير من الحسابات الشخصية ضجيجًا إعلاميًا مزعجًا للمتلقي، وهذا الضجيج يطغى على كثير من الحسابات الجادة التي تنشر المفيد.

‏ومرد هذا الضجيج يعود إلى جهل الأشخاص الذين يديرون حساباتهم بعيدًا عن إجادة الفن الإعلامي واحترافيته، وعدم فهمهم لرسالة الإعلام الحقيقية.
‏إذ يجب على من ينصب نفسه إعلاميًا إجادة فن الإعلام بحرفية عالية أولًا، وأن يتمكن من مهارات الاتصال والذكاء الإعلامي، الذي يمنحه اختيار الوقت واختيار المحتوى المناسب الذي قد يتداوله الناس ثانياً.

‏عندما يضع صاحب الحسابِ الشهرةَ والوجاهةَ وتَصدُّرَ المشهد هدفاً نصب عينيه، فسيفشل حتمًا في إدارة حسابه بمهنية إعلامية متمكنة، وسيصبح حسابه يترنح ما بين الغث والضجيج… لأنه لا يهمه إلا البقاء في الضوء، ويحيط به الوهج الزائف.
‏ الإعلام فنٌّ قد ينتسب إليه كثير من الناس، إلا أن قلة قليلة منهم هم الذين يجيدونه بمهارة فائقة وتمكّن كبير من أدواته، وتفنّن في أساليبه، ويكونون مدرسة للآخرين في هذا المجال ومحط اهتمام المتلقين. ولا نجد عبر برامجهم أو حساباتهم ذلك الضجيج المزعج الذي بات يغطي أفق سماء الإعلام.

‏على من يريد أن يكون إعلاميًا حقيقيًّا عبر حساباته أن يقف وقفة صادقة مع نفسه، بعيدًا عن المطبّلين، ويعيد ترتيب أوراقه كي يرتقي بما يقدمه للمتلقين من محتوى رصين بمهنية عالية في نقل الأخبار والأحداث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى