المقالات

حوار الطرشان يسود المفاوضات بين حماس وإسرائيل حول سلاح الفصائل

في مشهد عبثي تتكرر تفاصيله منذ سنوات، تواصل حماس وإسرائيل جولات تفاوضية يغلب عليها طابع العناد أكثر من الحكمة، ويتصدّرها مطلب إسرائيل بنزع سلاح الفصائل، تقابله حماس برفض قاطع حتى مجرد طرح الفكرة على طاولة الحوار.

المفارقة المؤلمة أن هذا السلاح، الذي يدور حوله الصراع الكلامي والضغط السياسي، لم يرَ له أحد أثراً يُذكر على أرض الواقع؛ فلا هو غيّر موازين القوى في المواجهات مع إسرائيل، ولا هو وفّر حماية حقيقية للمدنيين في غزة، بل على العكس، صار عبئاً إضافياً يدفع ثمنه الأبرياء من أرواحهم ومعاناتهم.

وفي ظل هذا العجز المتبادل عن الخروج من نفق المزايدات، تظلّ معاناة الغزيين تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث الحصار والدمار وانعدام الأفق، بينما يصرّ الطرفان على التمسك بمواقف لا تخدم إلا استمرار الأزمة.

وهنا يبرز دور دول الوساطة، التي باتت بحاجة ماسّة إلى وقفة تفكّر وتقييم حقيقي لموضوع هذا “السلاح الغائب الحاضر”؛ ذلك السلاح الذي لم يره أحد في ميدان الانتصار، ولم يجد الناس له نفعاً في ميزان الكرامة أو الأمان. ربما آن الأوان لأن يُعاد تعريفه لا كمجرد بندقية، بل كرمز لعقدة سياسية وإنسانية لا بد من حلّها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى