المقالات

أنت صنيعة قراراتك

قرأت ذات مرة مقولة لستيفن كوفي تقول أنت لست صنيعة ظروفك أنت صنيعة قرارتك، المتأمل في هذه المقولة قد يتبادر إلى ذهنه تساؤلاً حول ربط القائل الظروف بالقرارات، لأن اللغط في ذلك يحصل وإيعاز فوضوية القرارات للظروف، نمر جميعاً بظروف زمانية أو مكانية أو حالية أو أياً تكن ونختلف في التعاطي معها ونختلف في التماهي والتعايش معها فتجد أخوين لهما نفس الظروف ولكن أحدهما قرر بشكل جيد والآخر قرر بشكل معاكس.

الحياة ليست سوى سلسلة من القرارات، بعضها صغير نمر عليه يوميًا دون أن نشعر، وبعضها كبير يغيّر مجرى حياتنا بالكامل وفي خضم التحديات والتقلبات التي نعيشها، يظل القرار الشخصي أحد أهم العناصر التي تحدد من نحن، وإلى أين نتجه.

القرار في الحياة الشخصية هو اختيار نابع من الذات، يتعلّق بمواقف تمس حياة الفرد مباشرة مثل العمل، العلاقات، الصحة، التعليم، أو حتى طريقة التفكير، أيضاّ هو النقطة التي نختار فيها المسار، ونرسم بها ملامح المستقبل، بمسؤولية تامة عن النتيجة، مهما كانت.

اتخاذ القرار ليس مجرد خطوة عملية، بل هو تعبير عن النضج والوعي بالذات، فالقرارات تصنع الفارق بين الحياة التي نعيشها عن قناعة، والحياة التي تُفرض علينا، وبه يشعر الإنسان بأنه يتحكم في زمام أموره، ويستعيد حقه في التغيير متى شاء.

يفيدنا اتخاذ القرارات الواعية في بناء الثقة بالنفس وتحسين جودة الحياة وتجاوز التردد والقلق الذي ينتاب الفرد وكذلك يحقق الوصول إلى أهداف واضحة ومحددة.

اتخاذ القرارات الرشيدة ينبغي أن تكون مبنية على دراسة وتأمل وطرح للخيارات واستشارة أهل الخبرة، كما أنه لا يُفضل أن نسهب في الدراسة والتأمل وتغيب عنا لذة اتخاذنا للقرار وننسى أننا نتمتع بجزء من هويتنا كبشر في اقتراف الأخطاء، يحصل منا نصيب ونخطئ ونفرح بقراراتنا ونتعس وهذا الذي يعطينا استدامة حياتنا.

سمعت عن تجربة الشيخ عبدالله العثيم في اتخاذه للقرارات المبنية على خبرته العريقة في مجال الأعمال، يقول أحد الذين عملوا معه في إحدى اللقاءات ما رأيت ورقة على مكتبه بسبب اتخاذه للقرارات فوراً فيصيب في أغلبها ويخطئ في جزء بسيط منها وغالباً ما تكون عواقب عدم اتخاذ القرار أسوأ من اتخاذ قرار غير صحيح.

عمر حسن الخيري

باحث ماجستير في إدارة المنظمات غير الربحية بجامعة حائل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى