المقالات

سيد الميكروفون

لقد قيل: ((تكلَّموا تُعرَفوا)) فمنطق الشخص دلالة على عقله إن القدرات والمهارات والكفايات لا تُكتسَب من تجرُّع مقررات مدرسية ….
إن أشهر إعلامي أمريكي كان من دون أي تعليم في الإعلام وإنما بزغ بمحض مواهبه فصار الإعلامي الأول كانت تدفع له قناة سي إن إن راتبا سنويا قدره خمسة عشر مليون دولار وأبرمت معه عقدا لمدة أربع سنوات مقابل 58 مليون دولار وقد وصَفَتْه إحدى المجلات الأمريكية الشهيرة بأنه ((سيد المكرفون))
إنه الإعلامي الأمريكي الشهير لاري كينج إن هذا الإعلامي الذي طارت شهرته كإعلامي متميز ليس فقط في أمريكا وإنما صار ذا شهرة عالمية ….
هذا الإعلامي الباهر لم يدرس الإعلام في أية جامعة بل توقف عن التعليم النظامي بعد حصوله على الثانوية لكنه يملك الموهبة السخية والرغبة المتأججة والذكاء اللماح لقد كانت لديه قابلية البزوغ فبعد أن نال شهادة الثانوية عمل في وظائف متواضعة ثم قرر أن يقترب من المجال الإعلامي الذي يهواه فقَبِل أن يعمل في وظيفة عامل تنظيف منتظرًا أن تسنح له فرصة ليقفز إلى الواجهة وحانت الفرصة حين استقال أحد المذيعين فعرض عليهم أن يجربوه مكانه فكانت بدايةً لشهرة واسعة ونجاح مشهود في إجراء أنجح الحوارات حتى صارت تقدَّم عنه دراسات بوصفه مدرسة متميزة في إجراء الحوارات …….
أجرى حوارات مع أكثر من أربعين ألف شخصية وصار الناس في أمريكا يتابعون حواراته بإعجاب شديد فتنافست لاجتذابه القنوات التلفزيونية وفي عام 2004 وقعت قناة سي إن إن معه عقدًا بقيمة 58 مليون دولار يلتزم معها بموجب هذا العقد مدة أربع سنوات بمرتب سنوي قدره خمسة عشر مليون دولار بالإضافة إلى مزايا أخرى منها منحه الحق في استخدام الطائرة الخاصة التي تملكها الشركة في تنقلاته الخاصة …..
وقد كتب مذكراته بعنوان (كيف تتحدث إلى أي شخص) وقامت مكتبة جرير بترجمة الكتاب …..
ويوجد كتابٌ مترجم بعنوان (التدريب للقيادة) وهو كتابٌ جماعي عن أفضل المدربين في العالم وقد تحدثوا عن تجربة لاري كينج مؤكدين:
((أن نجاحه كمحاور ومناقِش يعود إلى قدرته ومهارته الهائلة فهو يحفز ضيوفه ويدفع بالطرف المقابل أن ينطلق ويقدم كل ما لديه))
هكذا نجد أن إعلاميا باهرا قد صنع ذاته من الصفر فصار موضوعا لدراسات أكاديمية وبات الكثيرون يقرأون عنه كما يقرأون له من أجل التعلم منه واكتساب مهارة إجراء الحوارات بتلقائية ومهارة لاستخراج كل ما يضمره الشخص المحاوَر ……..
حين قرأت عن لاري كينج تذكرت ذلك الإعلامي العبقري محمد العجيان ذلك الذي توقف عن مواصلة التعليم بعد المرحلة المتوسطة الإعدادية لكنه كان مثقفا واسع الاطلاع وكان إعلاميا بالفطرة والموهبة وضع جريدة الرياض في مسار النجاح وكان يكتب مقالا يوميا بعنوان (لقاء) وقد خَلَفه تركي السديري في رئاسة تحرير جريدة الرياض وفي كتابه المقال اليومي (لقاء) وتركي السديري أيضا موهبة صحافية خارقة وكاتب متميز ومثقف غير عادي…….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى