
ضمن تغطيتها المستمرة لمجريات الأحداث الدولية وردود الفعل العالمية تجاه السياسات المتغيرة، تتابع صحيفة مكة الإلكترونية تحليلات الإعلام الصيني تجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل تصاعد التوترات التجارية والدبلوماسية بين بكين وواشنطن، والتي تلقي بظلالها على استقرار الاقتصاد العالمي.
فقد شنّت وسائل الإعلام الرسمية الصينية حملة شرسة ضد السياسات الاقتصادية التي تتبناها إدارة ترامب، ووصفتها بـ”البلطجة الاقتصادية” و”اللعب الأحادي الذي يهدد النظام العالمي القائم على القواعد”. وانتقدت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، والتي وصلت إلى 145%، واعتبرتها استفزازًا اقتصاديًا مباشِرًا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده ترفض “الحمائية الاقتصادية الأمريكية”، محذرًا من أن هذه التصرفات الأحادية تقوض الاستقرار العالمي وتضر بمصالح الطرفين. كما أعلنت الصين عن فرض رسوم انتقامية بنسبة 125% على السلع الأمريكية، وقيود إضافية على تصدير المعادن النادرة، بالإضافة إلى إيقاف بعض صفقات الطيران مع شركة بوينغ.
الملفت أن ردود الفعل الصينية لم تقتصر على التصريحات الرسمية، بل شملت مقاطع فيديو ساخرة عبر الإنترنت، أنشأها صينيون باستخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر روبوتات ترقص ومستهلكين قلقين، في سخرية مريرة من التأثيرات السلبية لتلك السياسات على الاقتصاد الأمريكي ذاته.
في خطوة دبلوماسية لافتة، دعت الصين إلى اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي في 23 أبريل الجاري، لبحث “الإجراءات الاقتصادية العدائية” التي تمارسها واشنطن، ما يشير إلى اتساع دائرة المواجهة من الاقتصاد إلى السياسة الدولية.
وتؤكد صحيفة مكة الإلكترونية أن هذه التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، في ظل إدارة ترامب الثانية، تكشف عن تغيرات جذرية في ملامح النظام الدولي، وتحولات حادة في ميزان القوى الاقتصادية، مما يستدعي متابعة دقيقة للانعكاسات المحتملة على الأمن والاستقرار العالميين.